أكد قائد قوات الدفاع الجوى الفريق محمد علىي فهمى أن قوات الدفاع الجوى جاهزة لتنفيذ كل المهام للحفاظ على الأمن القومي المصري، والتصدي لأي من يفكر فى الاقتراب من سماء مصر، مشددا على أن لسماء مصر قدسية يعرفها القاصى والداني.
وقال الفريق فهمي – في مؤتمر صحفي بمناسبة العيد السابع والأربعين لقوات الدفاع الجوي والذي يصادف يوم 30 يونيو من كل عام – إن القوى المحيطة تدرك مدى امكانات وقدرات قوات الدفاع الجوي المصري، وأردف: ” اطمئن شعب مصر بأن سماءه مصانة ، رغم التهديدات العظيمة والضخمة”.
وأكد أن امكانات الدفاع الجوى قادرة على مجابهة كل المستحدثات والعدائيات الجوية الموجودة على مدار الساعة، ولاسيما ما يتعلق بالإرهاب، مشيرا إلى تاريخ الدفاع الجوى ما قبل، ويوم الثلاثين من يونيو 1970 والذى كان بمثابة الإعلان الحقيقى عن اكتمال بناء حائط الصواريخ فى جبهة قناة السويس وبدء تساقط طائرات العدو الجوي، معلنة بتر ذراعه الطولى.
وأضاف أن قوات الدفاع الجوى قامت فور صدور قرار إنشائها، بإعداد الخطط لتدريب مقاتليها والتخطيط لإنشاء حائط الصواريخ للتصدى للهجمات الجوية المعادية، وبذل الرجال جهودهم وحشدوا كل الطاقات، وسارعوا الزمن لبناء المواقع والتحصينات، لاستكمال انشاء حائط الصواريخ تحت ضغط الضربات والهجمات الجوية المعادية المستمرة، حتى تحققت ملحمة العطاء، لتنطلق خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970 صواريخ الدفاع الجوى المصرية، لتفاجئ أحدث الطائرات الإسرائيلية (إسكاى هوك)، و(الفانتوم) التى تهاوت على جبهة القتال المصرية، وأخذت إسرائيل تتباكى وهى ترى انهيار تفوقها الجوى فوق القناة.
وأشار الفريق فهمى إلى أن قوات الدفاع الجوى اتخذت من هذا التاريخ، ذكرى وعيد يُحتفل به كل عام.
وفى المؤتمر الصحفي، أوضح قائد القوات الجوية كيفية انشاء حائط الصواريخ، قائلا: إنه تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، يحتل فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة (رئيسية / تبادلية / هيكلية) لصد وتدمير الطائرات المعادية وتوفير الدفاع الجوي عن التجميع الرئيسي للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة ، حيث استفادت القيادة المصرية من التجربة الفيتنامية لمواجهة تفوق الطيران الإسرائيلي ببناء سلسلة من قواعد الصواريخ الوصول بها إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها.
وأشار إلى مصطلح “أسلوب الزحف البطئ”، بأن يتم انشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له، وهكذا، وهو ما استقر الرأى عليه وفعلاً تم انشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وعلى إثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوي.
وأكد قائد قوات الدفاع الجوى أن الدور البطولي الذي قام به رجال الدفاع الجوي في ذلك الوقت يعد ملحمة في الصمود والتحدي والبطولة والفداء بإنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط العدو خلال أشهر (أبريل، مايو، يونيو، يوليو) عام 1970 مما أجبر العدو المتغطرس على قبول مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار بعدما تهاوي الكثير من طائرات العدو وعدم الجرأة على الإقتراب لمسافة 15 كم من قناة السويس ، ما دفع موشي ديان للإعتراف بعجز الطيران الإسرائيلي من اجتياز شبكة الدفاع الجوي المصري.
وفى رده على سؤال في شان الارتقاء بأداء المجند المقاتل المصري، قال إن قوات الدفاع الجوى وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة فى التحديث وخلق أنماط جديدة في العنصر البشري، ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لاستقبال الجنود فى مراكز التدريب منذ لحظة التحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب، ويتم تنفيذ ذلك كله فى اطار خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية.
كما أشار قائد قوات الدفاع الجوى إلى الاهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلي الدفاع الجوي في جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية.
وعما تشهده مصر حالياً من تطور فى قدراتها العسكرية، والتى تعد هي الأقوي والأضخم في تاريخها المعاصر، ونصيب قوات الدفاع الجوي من هذا التطور؟، قال قائد قوات الدفاع الجوى إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أولى اهتماماً كبيراً بالقوات المسلحة لتكون على أعلي درجات الاستعداد القتالي لتنفيذ مهمة الدفاع عن أمن وسلامة الوطن وحماية حدوده الإستراتيجية على كافة الإتجاهات.
وأضاف: وفي ظل المتغيرات الحادة التي تشهدها الساحة الدولية والنظام الدولي الجديد، أصبح امتلاك قوة الردع أكثر طلبا وأشد الحاحا وأصبحت القوة العسكرية لأي دولة هي الضمان الوحيد والسبيل الأمثل للدفاع عن الحق وحماية المصالح ودرء المعتدين صونا لأمنها القومي”.
وأردف: ” وتسعي قوات الدفاع الجوي كأحد الأفرع الرئيسية لقواتنا المسلحة الباسلة جاهدة إلى آداء المهام المنوطة بها في إطار المهمة الرئيسية للقوات المسلحة للمحافظة على الأمن القومي المصري وحماية واستقرار السلام العادل، وقد نالت قوات الدفاع الجوي اهتماما كبيرا من القيادة العامة من أجل طبيعة المهمة الملقاة علي عاتقها والتي تتطلب تحقيق استعداد قتالي وكفاءة قتالية عالية لمواجهة أي تهديدات محتملة في أي وقت وتحت مختلف الظروف، بالإضافة إلى الاستغلال الأمثل للإمكانيات لتنفيذ المهمة، فكان لابد من تدبير أنظمة دفاع جوي حديثة متطورة مع الحفاظ على ما لدينا من معدات والعمل علي تطويرها لتتناسب مع حجم العدائيات والتهديدات المحتملة في ظل التوسع في استخدام القوات الجوية المعادية لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة”.
وفى شأن كيفية الحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟، أوضح قائد قوات الدفاع الجوى “شيء طبيعي فى عصرنا الحالى أنه لم يعد هناك قيودا فى الحصول على المعلومات، حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية، ما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو أو الصديق، ولكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذي يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر، وهذا فى المقام الأول خفي عن العدو وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة”.
وقال إن الدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) باستخدام وسائل الكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى إستراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة بإستخدام إسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل، وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة، مشيرا إلى أنه من هنا نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن القدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.
كما أكد قائد قوات الدفاع الجدوى على الاهتمام بجميع مجالات البحث العلمي التي يمكن الإستفادة منها في تطوير ما لدينا من أسلحة ومعدات، مشيرا إلى امتلاك قوات الدفاع الجوى، مركزا للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير واضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالإستفادة من خبرات الضباط المهندسين / الفنيين / المستخدمين للمعدات حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عملياً بدءاً بإجراء الإختبارات المعملية، ثم الإختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلي الميداني بواسطة مقاتلي الدفاع الجوي، ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوي من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الإرتقاء بمستوى الآداء لمعدات الدفاع الجوي، بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الإستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها.
كما أشار إلى حرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالإستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقاً لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتى نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين، يتمثل فى التعاون بتطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة، والتعاون فى تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول.
وفى رده على سؤال في شان وصف قوات الدفاع الجوي دائماً بأنها درع السماء القادر على صد أي عدوان جوي مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته، قال “فى البداية.. أود أن أوضح أمر هام جداً.. نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا فى ذات الوقت نهتم بكل ما يجرى حولنا من أحداث ومتغيرات فى المنطقة، والتهديدات التى تتعرض لها كافة مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل، ليست بعيدة عن أذهاننا، ولكن يظل دائماً وأبداً للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها فى المحافظة على كفاءتها سلماً وحرباً، وعندما نتحدث عن الاستعداد القتالى لقوات الدفاع الجوي، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، بحيث تكون قادرة ليلاً ونهاراً سلماً وحرباً وتحت مختلف الظروف على تنفيذ مهامها بنجاح ويتم تحقيق الإستعداد القتالى العالى والدائم من خلال مجموعة من المحددات والأسس والإعتبارات، تتمثل فى الحالات والأوضاع التى تكون عليها القوات طبقاً لحسابات ومعايير فى غايه الدقة وتر الأزمنة اللازمة لتنفيذ القوات مهامها فى الوقت المناسب”.
وأضاف: ” أود أن أطمئن الشعب المصري أن قوات الدفاع الجوي، القوة الرابعة في القوات المسلحة المصرية، تعمل ليل نهار سلماً وحرباً عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها، لتظل رايات الدفاع الجوى عالية خفاقة”.
المصدر:وكالات
اخبار الان