شهد الأسبوع الماضي افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروعات إنتاجية وتنموية، تسهم في تحسن الخدمات وزيادة فرص العمل، كما عقد عدة اجتماعات للتوسع في الأنشطة الرياضية، ودعم المشروع القومي للغذاء وتوفير الأدوية والسلع الأساسية في الأسواق، وتطوير وزارة الإنتاج الحربي، واستقبل رئيس جيبوتي ورئيس مجلس النواب الليبي، وأجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي لبحث دفع العلاقات.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بافتتاح أعمال التطوير والتوسعات بشركة النصر للكيماويات الوسيطة بمنطقة أبورواش بالجيزة، وشملت إنشاء مصنع جديد لإنتاج الكلور والصودا الكاوية بطاقة إنتاجية 85 طنا يوميا.
وألقى الرئيس كلمة نوه فيها بالأهمية الكبيرة التي توليها الدولة للتأكد من توفير مياه شرب آمنة في ضوء الازدياد المضطرد في عدد السكان والتوسع في إنشاء محطات مياه الشرب على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن القوات المسلحة جزء لا يتجزأ من الدولة المصرية، وأن ما تقوم به القوات المسلحة من مشروعات اقتصادية يهدف في المقام الأول إلى الحفاظ على الأمن القومي للشعب، مؤكدا أن نسبة اقتصاد القوات المسلحة لا تتعدى 1.5 إلى 2% من إجمالي حجم الاقتصاد.
وأضاف الرئيس، أن القوات المسلحة لا تعمل بمعزل عن القطاع المدني، مشيرا إلى وجود ما يقرب من 50 ألفا من العاملين المدنيين بالقوات المسلحة، وكما أوضح أن جميع الأنشطة الاقتصادية للقوات المسلحة تخضع لرقابة كاملة ومباشرة من الجهاز المركزي للمحاسبات، فضلا عن سداد كافة الضرائب المقررة.
وأكد أنه لا يوجد فرق أو تمييز بين هذه الأنشطة وأنشطة القطاع المدني والخاص، كما أوضح الرئيس أن مصر تحتاج إلى جهود الجميع سواء في القطاع الخاص أو العام، وأن الدولة لا تدخر وسعا في دعم مشاركة القطاع الخاص وتقديم الحوافز لتشجيع الاستثمار الخاص، بهدف ضمان مشاركة الجميع في جهود التنمية الشاملة وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي المصري، وبدون تمييز أو محاباة أو مجاملة لأي فرد أو جهة.
وشارك الرئيس السيسي، في احتفالات مدينة بورسعيد بعيدها القومي الستين وافتتاح عدد من المشروعات بالمحافظة، على رأسها مشروع كوبري النصر العائم والذي يربط بين مدينتي بورسعيد وبورفؤاد، كما قام بتسليم عقود تخصيص 10 مصانع بالمنطقة الصناعية بجنوب بورسعيد من إجمالي 58 مصنعا.
وألقى الرئيس كلمة، في المركز الثقافي والترفيهي الذي تم افتتاحه، أشار فيها إلى الجهود الجارية لتنمية بورسعيد، منوها إلى المنطقة الصناعية الجاري إنشاؤها في شرق بورسعيد على مساحة 40 مليون متر، وكذا مشروع المزارع السمكية، بالإضافة إلى الأنفاق الجاري تنفيذها والتي ستربط بين ضفتي القناة وبين سيناء وباقي الجمهورية، بما يعزز فرص التنمية لأهالي بورسعيد والمناطق المجاورة.
وأوضح الرئيس، أنه طلب من هيئة قناة السويس العمل على زيادة عدد سفن الصيد التي تم تنفيذها لتصبح 100 تم الاحتفال بتنفيذ 12 منها، وذلك لتعزيز حجم صناعة صيد الأسماك وتوسيع نطاقها، وشدد على ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المقرر لإخلاء محافظة بورسعيد من المناطق غير المخططة لتكون أول محافظة مصرية تصبح خالية من المناطق غير المخططة.
كما افتتح الرئيس، مشروع الاستزراع السمكي شرق قناة السويس، الذي يعد الأول بمصر من حيث الاستزراع البحري في المياه المالحة، وواحدا من أكبر نماذج الاستزراع السمكي في العالم، حيث تشمل المرحلة الأولى التي تم الانتهاء منها 1029 حوضا سمكيا، من إجمالي 4000 حوض سمكي بعد اكتمال مراحل المشروع الثلاثة، ومن المنتظر أن ينتج مليون طن أسماك سنويا، بهدف سد فجوة الاستيراد التي تصل إلى 700 ألف طن سنويا، وتصدير الفائض للخارج لتوفير العملة الصعبة وإنتاج البروتين الحيواني، فضلا عن توفير 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كافة المهن والتخصصات.
ووجه الرئيس، مجددا في كلمة ألقاها التحية والتقدير للشعب المصري لوعيه، مشيرا إلى الصلابة وقوة التحمل التي أظهرها الشعب تجاه آثار الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، بالتعاون مع الجهود التي قامت بها الدولة لتخفيف تلك الآثار على الفئات الأكثر احتياجا، وطالب الحكومة ببذل مزيد من الجهد لضبط الأسعار، كما طالب جميع المواطنين وخاصة المستثمرين ورجال الأعمال والتجار بالوقوف بجانب الوطن حتى يتجاوز هذه المرحلة الدقيقة.
ولدعم الأنشطة الرياضية، عقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث تم استعراض التطورات الجارية بشأن مشروع إنشاء كيان رياضي بالعاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 93 فدانا، لاستضافة كبرى المسابقات الدولية، وتنمية الجوانب الثقافية والاجتماعية من خلال إقامة فعاليات فنية وثقافية للارتقاء بالوعي والذوق العام.
ووجه الرئيس، بقيام الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالبدء في تنفيذ التصميمات الخاصة بمشروع الكيان الرياضي بالعاصمة الإدارية وبحيث يتم الانتهاء منه بنهاية عام 2017، كما وجه بمتابعة التوسع في إنشاء كيانات رياضية متكاملة في أنحاء الجمهورية، منوها إلى دورها الهام في تحسين الصحة البدنية للمواطنين وتحقيق أهداف التنمية بمفهومها الشامل، فضلا عن أثرها الإيجابي في توفير البيئة المناسبة لإطلاق طاقات الشباب واكتشاف وصقل مواهبهم، بما يمكنهم من رفع اسم مصر عاليا في المحافل الرياضية المختلفة إقليميا ودوليا.
وأشار وزير الشباب والرياضة، إلى تطورات تأسيس «صندوق الرياضة المصرية»، برأس مال 250 مليون جنيه يصل إلى مليار جنيه خلال ثلاث سنوات، على أن يتم تمويله من خلال المجتمع المدني والشركات الكبرى ورجال الأعمال ومن خارج الموازنة العامة لرفع الأعباء عن كاهل الدولة، وبهدف توفير الرعاية لمجموعة من الاتحادات الرياضية والأبطال المصريين للمنافسة في المحافل الدولية الكبرى.
وتسلم الرئيس السيسي، أوراق اعتماد 13 سفيرا جديدا، حيث رحب بهم وتمنى لهم التوفيق في مهامهم بالقاهرة، مؤكدا حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم في كافة المجالات.
ولمتابعة المشروع القومي للغذاء.. عقد الرئيس السيسي اجتماعا موسعا، حيث تم استعراض الخطوات التنفيذية الجاري اتخاذها لتنفيذ المشروع، الذي يشمل تربية مليون رأس ماشية للإنتاج الحيواني، وتصل طاقته الإنتاجية خلال المرحلة الأولى إلى 200 ألف رأس ماشية.
وشدد الرئيس، على الإسراع في خطوات تنفيذ مشروع الإنتاج الحيواني وتوفير الموارد اللازمة لذلك، في ضوء مساهمة المشروع في توفير الاحتياجات الغذائية اللازمة من اللحوم والألبان بأسعار مناسبة، فضلا عن توفير فرص العمل وتعزيز النشاط الاقتصادي، كما وجه الحكومة بمواصلة جهودها من أجل تنفيذ المشروع القومي للغذاء، والتوسع في إقامة مزارع الإنتاج الحيواني والصوب الزراعية في مختلف أنحاء الجمهورية، فضلا عن إنشاء وحدات للتصنيع الزراعي والغذائي من أجل توفير قيمة مضافة للمحاصيل الزراعية وتقليل الفاقد منها، مؤكدا على ما يمثله قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني من أحد أهم دعائم الاقتصاد الوطني.
ولمتابعة توفير الأدوية والسلع الأساسية في الأسواق، عقد الرئيس السيسي اجتماعا مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذي أشار إلى أنه تم التوصل إلى تصور نهائي بشأن سبل تعزيز المعروض من الأدوية بالتنسيق مع شركات الأدوية، مؤكدا في هذا الصدد أن الحكومة تعطي أولوية كبرى لاتخاذ الإجراءات الضرورية والسريعة لضمان إتاحة مختلف أنواع الأدوية والحفاظ على توافرها بأسعار مناسبة بما يضمن تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين.
وتناول اللقاء أيضا الجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل ضمان توافر السلع الغذائية الأساسية بالأسواق ومنافذ البيع، وأكد الرئيس ضرورة اتخاذ ما يلزم من خطوات من أجل تطوير القطاع الصحي والعمل على ضمان توافر جميع أنواع الأدوية وبأسعار مناسبة، مشيرا إلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بتحديث صناعة الدواء في مصر وتطوير القدرات الوطنية في هذا القطاع، كما وجه الحكومة بمتابعة إجراءات ضمان توافر السلع الغذائية الأساسية بالأسواق ومنافذ البيع بأسعار مناسبة، بما يساهم في التخفيف من الأعباء التي يتحملها محدودو الدخل والفئات الأكثر احتياجا.
وعقد الرئيس السيسي، اجتماعا آخر بحضور رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي وداليا خورشيد وزيرة الاستثمار، لاستعراض جهود تطوير وزارة الإنتاج الحربي للحفاظ على دورها الأساسي في تطوير المنتجات والصناعات العسكرية وتحديث خطوط الإنتاج العسكري، لتلبية احتياجات القوات المسلحة ومواكبة التطور العالمي في مجال التسليح، فضلا عن زيادة مساهمتها في المشروعات القومية التي تنفذها الدولة، وكذا احتياجات القطاع المدني، وذلك من خلال ما تمتلكه من قاعدة تصنيعية وإمكانيات تكنولوجية متطورة.
وأوضحت وزيرة الاستثمار، تطورات التنسيق الجاري بين وزارتي الاستثمار والإنتاج الحربي بشأن الترويج لإمكانات قطاع الإنتاج الحربي داخليا وخارجيا، وإدماجها ضمن الخريطة الاستثمارية للدولة، بما يعزز قدرة مصر على جذب استثمارات جديدة وتنمية الاقتصاد القومي.
ووجه الرئيس، بتعظيم الاستفادة من إمكانيات قطاع الإنتاج الحربي لتعميق التصنيع المحلي للمنتجات المدنية وتلبية متطلبات المشروعات القومية، كما وجه بالتوسع الإنتاج بالتعاون مع بقية أجهزة الدولة والمحافظات والقطاع الخاص، بهدف المساهمة في زيادة الصادرات والحد من الواردات، بما يؤدي إلى تقليل الطلب على العملات الصعبة، وشدد الرئيس على ضرورة ضمان أعلى درجات الجودة للمنتجات التي يتم تصنيعها، بهدف تقديم أفضل مستويات الخدمة للمواطن المصري، وخاصة في ضوء ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة من الخارج.
واستقبل الرئيس السيسي، بقصر الاتحادية إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، وأكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون مع جيبوتي في مختلف المجالات، خاصة في القطاع الاقتصادي والتجاري، واستمرار مصر في دعم جيبوتي في المجالات التنموية وبناء القدرات من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وحرصها على تلبية احتياجات أبناء جيبوتي التنموية.
كما شدد الرئيس، على أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وعدم التآمر ضدها، مشيرا إلى حرص مصر على تكثيف التنسيق والتشاور مع جيبوتي إزاء التحديات القائمة بمنطقتي البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وشهد الرئيسان، عقب انتهاء المباحثات مراسم التوقيع على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والصحة والدواء، والتعليم الفني، واستيراد وتصدير اللحوم، والاشتراك في المعارض والأسواق الدولية، بالإضافة إلى التعاون بين هيئة قناة السويس وهيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي.
وأجرى الرئيس السيسي، اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم خلاله تأكيد الاستمرار في العمل على تطوير التعاون المشترك في المجالات المختلفة، والذي يكتسب أهمية مضاعفة خلال المرحلة الراهنة بالنظر إلى التحديات التي تواجه البلدين، وفي هذا الإطار أكد بوتين عزم روسيا استئناف رحلات الطيران المنتظمة بين القاهرة وموسكو في القريب العاجل.
كما تم خلال الاتصال مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأزمتين السورية والليبية، حيث تم الاتفاق بين الرئيسين على تعزيز العمل للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة، واستمرار التشاور، والتنسيق المكثف بين البلدين خلال المرحلة المقبلة حول سبل مواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع المتغيرة في العالم.
واستقبل الرئيس السيسي، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، حيث أكد دعم مصر الكامل لسيادة ليبيا والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وحماية مقدرات الشعب الليبي الشقيق، مشيرا إلى أن مصر تولي أهمية كبيرة لعودة الاستقرار إلى ليبيا من خلال دعم بناء المؤسسات الوطنية بالدولة وتعزيز تماسكها.
كما شدد الرئيس، على أن الليبيين فقط هم من يملكون حق تقرير مصيرهم، معربا عن ثقته في قدرة الشعب الليبي على التغلب على التحدي الكبير الذي يواجهه والمتمثل في إعادة بناء دولة حديثة قوية، تتمكن من إرساء دعائم الأمن والاستقرار في كافة أنحاء ليبيا.
وتقدم الرئيس السيسي بأطيب التمنيات وخالص التهاني إلى المسيحيين المصريين، وكافة مسيحيي العالم الذين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد، معربا عن أطيب أمنياته لهم ولذويهم.
وأصدر الرئيس السيسي، القانون رقم ٩٢ لسنة ٢٠١٦ بشأن التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام بعد إقراره من مجلس النواب.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )
اخبار الان