Slide # 1

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 2

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 3

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 4

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 5

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

الأحد، 31 أغسطس 2014

حوار- شيماء الليثي ودعاء الفولي:


اللافتة تشير إلى ”قسم أول مدينة نصر” الساعة الثانية ظهرا، مرت سيارة الترحيلات وبداخلها الصحفي الذي قضى من عمره 10 أشهر بأحد أصعب تجارب حياته،

جلس بانتظار تحقيق ضباط الأمن الوطني، معتبرا أن مصير خروجه بأيديهم لا بأيدي المحكمة أو النيابة العامة ”دخلوني لوحدي وكانوا مغمين عنيا، وبدأ ضابطين

باستجوابي لمدة 35 دقيقة، سألوا عن رأيي في الوضع السياسي وطبيعة عملي وهعمل أيه بعد ما اخرج، وعن أسرتي وأهلي، وإجاباتي كلها كانت بتدور حول إني لما أخرج

ههتم بوضعي الصحي”، كان ذلك الاستجواب هو آخر علاقة ”عبد الله الشامي” الصحفي بشبكة قنوات الجزيرة بمحبسه الذي دخله يوم فض اعتصام رابعة العدوية 14 أغسطس، ليخرج مساء الثلاثاء 17 يوليو من عام 2014، تفاصيل السجن يذكرها الشامي جيدا، تدور الأيام وتظل ذكراها حاضرة في الذهن.


حين أعلنت الشمس شروقها، سارع إلى أطراف الميدان ليتأكد مما سمعه بأن هناك قوات من الشرطة والجيش على وشك القدوم، عمله كصحفي يوجب عليه أن يرى بعينيه

مايحدث قبل أن ينقله كخبر، خاصة عندما تصبح الأحداث متلاحقة كحال فض اعتصامي رابعة والنهضة، يستعيد الشامي ذكريات يوم الفض.


اعتقد صحفي الجزيرة أنه يوم عمل عادي كأيام الاعتصام غير أن هذه المرة ”سمعت صوت إطلاق نار وفيه بالفعل أشخاص بتقع قدامي والمنصة بتقول محدش يخاف دي ألعاب نارية” قالها ”الشامي”، مراسل شبكة الجزيرة بوسط أفريقيا والذي تم تكليفه في حينها بتغطية الأحداث التي تدور في مصر لكونه صحفي مصري الجنسية.


بعيون الصحفي كان عليه رصد الموقف رغم خطورته، منذ بداية الساعة الثامنة والنصف اشتعلت الأحداث ”امتلئ الميدان بقنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق كثيف

للرصاص وقناصة فوق أسطح البنايات وما هي إلا سويعات قليلة وامتلئ المستشفى الميداني بالجثث”.


داخل المركز الطبي حرص الشامي على عدّ الجثث بنفسه بعد التخبط الذي ظهر في الأعداد، في الرابعة عصرا بدأت رحلة جديدة يرويها الصحفي قائلا ”وقفت مدرعة

أمام المركز الطبي وقتلت عدد من المتواجدين أمامه، وكنت أنا وعدد آخر متواجدين بأحد الغرف الجانبية، ولما حاولنا نعرف أيه اللي بيحصل لحد ما حضر أحد رجال

الشرطة ورفع علينا سلاح ناري وأمرنا نرفع ايدينا فوق ونترك المصابين ونخرج”، كانت تلك نهاية ذكريات الشامي مع الاعتصام قبل القبض عليه بالكمين المحيط

بالاعتصام ”واحنا خارجين كان فيه كمين شرطة يليه كمين جيش كانوا بيعتقلوا الناس اللي خارجين من الاعتصام”، طلبوا رؤية بطاقة هويته وعندما لم يجدوا معه

سوى جواز سفر تحفظوا عليه لعمل التحريات عنه ”ومن لحظتها بدأ اعتقالي”.


44 أسبوعًا قضاها ”الشامي” محتجزا بالسجون المصرية تحت مسمى ”السجن الاحتياطي”، بيما أسماه هو ”السجن الاعتباطي” حيث اللاتهمة، كما يقول ”كنت

بقولهم لو نشرت خبر كاذب حاسبوني، لكني كنت متأكد اني ماعملتش حاجة غلط ومافيش أي سبب لاعتقالي غير اني بعمل في قناة إخبارية ضد النظام الحاكم”.


مر على القبض عليه 4 أيام، حين وصل إلى سجن أبو زعبل العسكري علمت الجهات الأمنية أنه مراسل شبكة الجزيرة الاخبارية ”انت بقى الصحفي بتاع الجزيرة؟”

قالها الضابط المسئول بتهكم، ثم بإشارة منه إلى العساكر والمخبرين ”ابقوا خلوا بالكم منه” قاموا بعدها على الفور بالاعتداء عليه بالضرب بالإضافة لسوء

المعاملة، يكمل الشامي.


”التعذيب النفسي داخل السجن أصعب بكتير من التعذيب الجسدي” بنبرات حزن تملأ الصوت تذكر الشاب العشريني صعوبة المواقف التي مر بها، حيث ”كان ممنوع دخول

الكتب أو خطابات أهلي.. كان بيتم منع الزيارات كتير.. لما بيكون فيه زيارات كان بيتم التنصت عليها”، إلا أن داخل الزنزانة لم يكن الوضع أفضل، حيث ضيق

مساحتها مع كثرة العدد جعلت الحياة الآدمية مستحيلة.


قشة قصمت ظهرالصحفي المحتجز ”شعور بعدم الأمل في العدالة لما لقيت إن العدالة نفسها هي اللي بتقيد حريتي، فقررت إني أكون أنا اللي ماسك زمام الأمور وأنا

اللى اتحكم في حريتي مش اللي ساجني، لذلك قررت أضرب عن الطعام لتكون إما الحرية أو الموت”، قرر الدخول في إضراب عن الطعام بعد عدة أشهر قضاها بمحبسه،

بادئا بإضراب جزئي سرعان ما وصل إلى إضراب تام عن الطعام.


تجربة جديدة عايشاها صحفي اعتاد على خوض التجارب في بلدان مختلفة بأحداث شتى، عالما أن تلك المرة لن تمر مرور الكرام، طفق يتصبر ببضع كلمات يقولها لنفسه

”كنت عارف إن هيكون فيه ضغوطات هتعرض ليها عشان أكسر الإضراب، لكن تجارب ناس قبلي كانت هي اللي بتلهمني زي الأسرى الفلسطنيين ونلسون مانديلا وغاندي من

قبله”.


لم يؤمن الكثيرون بإضرابه، حراس سجنه واجهوه باستهانة وسخرية تارة، وبتهديد بالحبس الانفرادي تارة أخرى، إلا أنه بعد تحدث الشامي للصحافة في إحدى جلسات

تجديد الحبس الاحتياطي لمدة 45 يوما، انقلبت الأمور رأسا على عقب حين علم العالم بإضرابه عن الطعام، ووثقت الصحافة العربية والعالمية صورا له وقد فقد

ثلثي وزنه، تغييرا جذريا رواه الشامي بأن ”مأمور مصلحة السجون جاء إليّ شخصيا يقنعني إني أفك الإضراب، مرة يقولي حرام وانك كده هتموت كما اللي قتل نفسه،

ومرة يقولي انت لسه صغير ومصر محتاجالك”، إلا أن سؤال خطر على بال الشامي وقتها وجهه لمدير مصلحة السجون ”هي مصر محتاجاني في السجن؟”.


إصرار على استكمال الطريق الذي بدأه، بتشجيع من زوجته التي لحقت به بإضراب مماثل، بعد أن قضي الشامي الذكرى الأولي لزواجهما خلف قضبان الزنزانة، ما دفع

إدراة السجن إلى استعمال مسار آخر ”لما عرفوا إني مش هكسر الإضراب قرروا ينقلوني سجن إنفرادي وبدأوا يتكملوا للصحافة بأني غير مضرب عن الطعام” قال

الشامي، مفسرا صور أخرى نشرتها صفحة تابعة لوزارة الداخلية تظهره جالسا يتناول الطعام، استخدمتها السلطة كدليل على كسر إضرابه ”أنا ماعرفتش عن الصور دي غير

بالصدفة لما قالولي في زيارة وغير مدرك تماما للي حصل فيها، والفحص الفني للصورة أكد أنها صحيحة وإن تم التقاطها الساعة 8 صباحا، في حين أنا بصحى عادة

ظهرا نظرا لحالتي الصحية، وده أكدلي إنهم قاموا بتخديري عن طريق المياه اللي كانوا بيحضروها لي، وتم تصوير الصور دي تحت تأثير مخدر، بدليل إنهم لم يصوروا

فيديو ولكن اكتفوا بصور صماء”، على حد قوله.


هنا بسجن العقرب شديد الحراسة، بزنزانة انفرادية بدأ الخوف، حسب الشامي أن هذه النهاية، ربما ينسى الناس أمره ولن يذكروه من جديد، لكن الأمر الذي لم يضع له

بالا أن النتيجة جاءت عكسية، قامت الضجة الإعلامية بعدها لوجود صحفي مضرب عن الطعام منذ أكثر من مائة يوم، ثم ما لبثت شخصيات مثل الدكتورة ليلى سويف

والدكتورة عايدة سيف الدولة يدخلان في إضراب عن الطعام تضامنا معه، ليتحول الاعلام المصري من ”الشماتة في صحفي زميل قبض عليه أثناء تأدية عمله ويكونوا

أبواق للنظام إلى بعض من التضامن يقف خلفه النشطاء والصحف العالمية، وده خلاني وقتها أغير نظرتي وحكمي على الأشياء”.


رغم صعوبة الإضراب كان يتوجب على الشامي لكونه صحفي رصد الوضع داخل السجن ”كنت بحاول مافقدش الوعي واقاوم”.


”أكثر شي ملفت للنظر في مسألة فض اعتصام رابعة إن المقبوض عليهم يوم الفض والمحبوسين من مختلفي الأيدولوجيات ومش كلهم إخوان.. فيهم سلفيين وناس عادية

حتى إن فيهم ناس كانت جاية الميدان تسترزق وتبيع شاي بس” بدهشة على ملامحه سرد الشامي مارآه داخل محبسه ”أكثر شاب فاكره هو اللي كان لسه متجوز بقاله 3 أيام

بس وهو العائل الوحيد لأسرته وأهله، جاء رابعة لما عرف إن فيه فض عشان يساعد الناس، ورغم انه ماكانش من المعتصمين من البداية إلا أنه حتى الآن مقبوض عليه

وأهله في حالة سيئة جدا” .


”شعور بالظلم وبفقدان الأمل في كل شئ حتى بالعدالة” كان ذلك حال زملاء الشامي بالداخل ”ومن الصعب على المسجونين أنهم يرجعوا مواطنين عاديين بالمجتمع بعد

اللي بيشوفوه بالسجن من قهر وظلم”.


عقب خروجه من السجن وقف الصحفي بالقرب من البقعة التي أُسر منها قبل 10 أشهر و 4 أيام، ليكون الصحفي المصري الأول الذي يضرب عن الطعام اعتراضا على السجن.


وعن حالته الصحية بعد الإفراج عنه يقول إن هناك فحص شهري يجريه على وظائف أجهزة جسمه ليكون هناك تقرير شامل بعد 6 أشهر من الإقلاع عن الاضراب، كما يمر

ببرنامج غذائي محدد وضعه له طبيبه الخاص على مدار هذه الفترة، إلا أن تداويه من آثار الإضراب لايمكنها أن تُطيب روح الصحفي التي عانت حال سجنها، ليقرر

الشاب بأن يكون أول مايقوم به هو ”إعادة التأهيل النفسي” قبل الجسدي.


لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك …اضغط هنا


عبد الله الشامي

عبد الله الشامي

عبد الله الشامي

عبد الله الشامي

عبد الله الشامي

عبد الله الشامي

عبد الله الشامي






اخبار

0 التعليقات:

إرسال تعليق