أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء اليوم الخميٍس، أن المنطقة العربية تواجه أزمة جسيمة تضاف الى سوابق التحديات التي تواجهها على مدار عقود .
وشدد الرئيس السيسي، خلال فعالية “تحيا مصر .. استجابة شعب تضامنا مع فلسطين” باستاد القاهرة الدولي اليوم، على أن القضية الفلسطينية تواجهة منحنى شديد الخطورة والحساسية .
وأكد الرئيس أن وحدة المصريين واصطفاهم هي الضامن لبقاء مصر بعد الله سبحانه وتعالى .
وقال الرئيس السيسي ” إنه من دواعي السرور والفخر أن اتواجد في هذا الجمع الكريم ، من أبناء مصر الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية ، جمعتهم مصر والعروبة ومن يتمسك بهما فلن يضل ولن يتفرق ابدأ” .
وأضاف الرئيس السيسي ” إن سعادتي تبلغ مداها وأن ارى الأمل في جمعنا هذا ونحن نصوغ للمستقبل عنوانا ونمهد له طريقا” .
وتابع الرئيس إنه “وكما تعهادنا معا أن تظل وحدة المصريين واصطفافهم هي الضامن لبقاء مصر بعد إرادة الله سبحانه وتعالى والثابت الذي لا يقبل التغيير أبدا” .
وقال الرئيس السيسي “إن المنطقة العربية تواجه أزمة جسيمة تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود ، كما تواجه القضية الفلسطينية منحنى شديد الخطورة والحساسية في ظل تصعيد غير محسوب وغير انساني اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة لفرض واقع على الأرض يؤدي إلى تصفية القضية وتهجير الشعب والاستيلاء على الأرض “.
وقال الرئيس السيسي إن “الطلقات الطائشة لم تفرق بين طفل وامرأة وشيخ ، بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها ولا ضمير يأنبها فأصبحت وصمة عار على جبين الانسانية كلها”.
وأضاف الرئيس السيسي “أنه منذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب ، أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم في القرار والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور وتحديث المعلومات بشكل موقوت والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة “، مشيرا إلى أنه تشكلت خلية إدارة أزمة، من كافة مؤسسات الدولة المعنية “تابعت عملها بنفسي وعلى مدار الساعة”.
وأكد الرئيس السيسي أن قراره كان حاسما وهو ذات قرار مصر دولة وشعبا بأن نكون في طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين وفي ريادة العمل من أجلهم ، ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها .
وقال الرئيس السيسي، في كلمته، إن مصر قد كتب تاريخ كفاحها مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصري بالدم الفلسطيني على مدار 7 عقود ، مضيفا “أنه كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هى الأساس في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر بذلت جهود صادقة ومكثفة للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب ؛ وذلك على كافة المستويات، حيث قامت مصر ،سياسيا، بعقد أول قمة دولية بالقاهرة بمشاركة دولية وإقليمية واسعة من أجل الحصول على إقرار دولي بضرورة وقف هذا الصراع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة .
ولفت إلى أن مصر شاركت أيضا في القمة العربية- الإسلامية مشاركة فاعلة وحيوية ، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة، مشيرا إلى أن الدولة كثفت اتصالاتها الدولية مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قصريا سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن.
وقال الرئيس السيسي إن المصريين جميعا كانوا دائما أصحاب موقف متعاطف وإنساني، واستقبلنا خلال السنوات الماضية في أعقاب الصراعات التي حدثت في المنطقة ملايين من الأشقاء الذين تضرروا، ولم نشتك أبدا ولم نطلب من أحد أي دعم في ذلك الأمر ، مضيفا “أن مصر لديها 9 ملايين من الضيوف ، فلا يمكن المزايدة على مصر وموقفها بعدم قبول تهجير قسري للفلسطينيين، ولم نقبل بتصفية القضية الفلسطينية أبدا “.
وأكد أنه لا يمكن لأحد أن يقول أنه ليس لمصر مواقف إيجابية ولها مواقف إنسانية نبيلة ورائعة في ذلك الشأن، لكن الأمر مختلف ، خاصة وأن الضيوف الأشقاء الذين استقبلتهم مصر بلادهم موجوده، ولكن غير مستقرة وأرضهم موجودة وباقية لهم ، لكن الأمر في قطاع غزة والضفة الغربية مختلف، فإذا تركها أهلها فلن يعودوا لها مرة أخرى.
كما أكد الرئيس السيسي أنه بالنسبة لمصر فإن تهجير الفلسطينيين خط أحمر لن تقبل ولن تسمح به .
وأضاف الرئيس السيسي ” دائما نتكلم بهدوء وحكمة وصبر وتعقل .. لكن لا أحد عليه أن يتصور أن هذا يدل على الضعف أو التهاون”، مؤكدا أنه لا يعد ذلك ضعفا أو تهاونا، مجددا التأكيد مرة أخرى على أنه لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر ، مشددا على أن ذلك يعد خطا أحمر.
وأكد أن الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير الأشقاء الفلسطينيين قسريا سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن هو للحفاظ على عدم تصفية القضية والإضرار بالأمن القومي لدولنا.
وأعرب الرئيس السيسي عن شكره لدول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت على دعمها للموقف المصري ورفضها لأى محاولات بهذا الشأن.
وأشار إلى أنه أكد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات للوصول إلى سلام عادل وشامل وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .
وقال الرئيس السيسي ” إنه انسانيا كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البري لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود واستقبال الجرحى والمصابين على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر”.
وأوضح أن المساعدات التي قامت مصر بادخالها إلى قطاع غزة بلغت حوالي 12 ألف طن تم نقلهم عبر 1300 شاحنة منها 8400 طن قدمتها مصر من خلال الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وصنودق “تحيا مصر” وبما يبلغ 70% من إجمالي المساعدات.
وتابع الرئيس السيسي ” اسمحولي أن اتحدث مرة ثانية في هذه النقطة التي تحدثت بها منذ قليل خلال لقائي بالمتطوعين من أبناء مصر وبناتها الذين يقومون بتسهيل وتقديم المساعدات إلى قطاع غزة”، قائلا :” يا مصريين لازم تعرفوا أن معبر رفح لم يغلق أبدا.. لم يغلق أبدا”، مشيرا إلى أنه خلال الفترة الماضية هناك كلام تردد من كثيرين بأن مصر أغلقت معبر رفح، مشددا على أن المعبر لم يغلق أبدا ولكن تم قصفه أربع مرات من القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني للمعبر وكان من المهم أن نحافظ على أرواح الناس التي تقوم بنقل المساعدات وكان لابد أن ننتبه إلى الإجراءات التي تضمن دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال الرئيس السيسي “إننا خصصنا مطار العريش الدولي لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج بإجمالي 158 رحلة جوية”.
وأضاف أن الجهود الجهود المصرية المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين تكللت في الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد ، وآمل أن يبدأ تنفيذها في الأيام القادمة دون تأخير أو تسويف.
وقال الرئيس السيسي “وهنا إن شاء الله نبدأ هذا الكلام من صباح غد الجمعة إنشاء الله”.
وأضاف الرئيس ” شعب مصر الكريم أؤكد لكم بعابرات واضحة وكلمات صادقة بإننا عاقدون العزم على المضي قدما في مواجهة هذه الأزمة ومتمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية و قابضين على أمننا القومي المقدس ونبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلين بقوة الحكمة وحكمة القوة ونبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية تشعلها أصوات متطرفة تناست إن اسم الله العدل يجمع البشر من كل لون ودين وجنس، وأن السلام هو خير الإنسانية ولو ظن أعداؤها غير ذلك ،متوجها إلى الله بالدعاء أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح و تضحيتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق مصطفين من أجل الوطن وأمنه تجمعنا القضية وثوابتها .. وتحيا مصر وتحيا فلسطين”.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
“بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكريم.. السيدات والسادة..
شعب مصر العظيم،
إنه لمن دواعى السرور والفخر، أن أتواجد فى هذا الجمع الكريم من أبناء مصر، الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية .. جمعتهم مصر والعروبة.. ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدا وإن سعادتى تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل فى جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانا ونمهد له طريقا وكما تعاهدنا معا، بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم، هى الضامن لبقاء مصر، والثابت الذى لا يقبل التغيير.
السيدات والسادة.. شعب مصر الأبى،
تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التى تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية، منحنى شديد الخطورة والحساسية، فى ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنسانى اتخذ منهج العقاب الجماعى وارتكاب المجازر، وسيلة لفرض واقع على الأرض، يؤدى إلى تصفية القضية، وتهجيـــر الشـــعب، والاســـتيلاء علـــى الأرض .. ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ.. بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها.. فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.
ومنذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف، بمزيج من الحسم فى القرار، والمرونة فى التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة .. وقد تشكلت خلية إدارة أزمة، من كافة مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسى وعلى مدار الساعة.
وقد كان قرارى حاسما، وهو ذاته قرار مصر – دولة وشعبا – بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء فى فلسطين، وفى ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ فى وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقرونا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى على مدار سبعة عقود وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا، أن تظل مصر هى الأساس، فى دعم نضال الشعب الفلسطينى الشقيق.
شعب مصر العظيم،
لقد بذلت مصر جهودا صادقة ومكثفة، للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على كافة المستويات:
سياسيا – قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، من أجل الحصول على إقرار دولى، بضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة .. كما كانت مشاركة مصر فى القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصرى بصفة عامة .. كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية، مع القادة والمسئولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع، الموقف المصرى الرافض والحاسم، لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريا، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومى لدولنا .. وهنا أشكر دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التى أكدت على دعمها للموقف المصرى، ورفضها لأى محاولات بهذا الشـأن.
كما أكدنا على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات، للوصول إلى سلام عادل وشامل، وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، وفى مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها “القدس الشرقية”.
وإنسانيا – كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البرى، لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر وقد بلغت المساعدات التى قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى قطاع غزة، حوالى “12” ألف طن، نقلتهم “1300” شاحنة، منهم “8400” طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصرى، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ 70% من إجمالى المساعدات.
كما خصصنا مطار العريش الدولى، لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالى “158” رحلة جوية وقد تكللت الجهود المصرية، المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين، فى الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة “4” أيام.. قابلة للتمديد وآمل أن يبدأ تنفيذها فى الأيام القادمة، دون تأخير أو تسويف.
شعب مصر الكريم،
أؤكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضى قدما، فى مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطينى التاريخية، وقابضين على أمننا القومى المقدس نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلـــــين بقــــــوة الحكمـــــة، وحكمـــــة القــــوة.. نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس.. وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك .. ولندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق .. مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها .. وتحيا مصر.. تحيا فلسطين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق