أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، أنه ورئيس المجر اتفقا على تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية ومواصلة التشاور وتنسيق مواقف البلدين تجاه كافة القضايا الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده الرئيس السيسي ونظيره المجرى يانوش أدير، عقب مباحثاتهما اليوم بقصر الاتحادية .
ورحب الرئيس السيسي بزيارة الرئيس المجري والوفد المرافق له ، مشيرا إلى أن تلك الزيارة تمثل خطوة هامة لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين مصر والمجر.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن زيارة رئيس المجر تعد امتدادا للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين واصفا المباحثات بأنها مثمرة حيث أكد الزعيمان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات .
قال الرئيس السيسي إنه ونظيره المجري اشادا بالنتائج التى اسفرت عنها اجتماعات منتدى الأعمال المشترك مشيرا إلى أنه اطلع رئيس المجر على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر.
وأضاف الرئيس السيسى انه ونظيره المجرى اتفقا على اهمية مواصلة التعاون وتنسيق المواقف فى المحافل الدولية فى ضوء عضوية المجر فى الاتحاد الاوروبى لافتا الى انه يوجد اتفاق فى الرؤى بين البلدين بشان مواصلة التعاون المشترك فى كافة المجالات ولا سيما فى مجال مكافحة الارهاب والفكر المتطرف .
وتابع أن مباحثاته مع رئيس المجر ركزت ايضا على سبل التصدى لقضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية وضرورة ايجاد حلول سلمية لأزمات المنطقة ومن بينها أزمتى ليبيا وسوريا ، والحفاظ على الدولية الوطنية ، وأهمية توفير واقع جديد تنعم فيه شعوب منطقة الشرق الاوسط بالتقدم والتطور .
وأوضح الرئيس السيسي أن المباحثات تناولت أيضا تطورات الأوضاع فى منطقة الشراق الأوسط وجهود تسوية القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية .
وأكد الرئيس على أهمية الصداقة الخاصة بين الشعبين والبلدين للارتقاء بمستوى التعاون الثنائي ومواجهة التحديات غير المسبوقة التى تواجه البلدين .
ومن جانبه، أكد رئيس المجر يانوش أدير، خلال المؤتمر الصحفي، أن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية لا يمكن أن تنجح بدون جهود مصر، مشيرًا إلى أنه لا يمكن وقف الهجرة غير الشرعية إلى القارة الأوروبية بدون مساعدة مصر.
وقال رئيس المجر إن المباحثات ركزت على قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واستخدامات المياه، مشددًا على أن نجاح مصر في مكافحة الإرهاب يصب في صالح القارة الأوروبية.
ووجه رئيس المجر الشكر إلى الرئيس السيسي لدعوته إلى زيارة مصر وإتاحة الفرصة له للتعرف على الثقافة المصرية، ونجاح مصر في مكافحة الإرهاب، منوهًا إلى أن عددًا من أعضاء الوفد المجري المرافق له يزورن مصر لأول مرة.
وأشار إلى أن لقاءه الحالي مع الرئيس السيسي يعد الثالث من نوعه حيث إنه التقى مع الرئيس السيسي عام 2017، وفي نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
وقال رئيس المجر إنه والرئيس السيسي اتفقا على مواصلة تدعيم التعاون الاقتصادي والاستفادة من مجالات التعاون المتاحة ومن بينها معالجة المياه، منوهًا إلى أن بودابست استضافت مؤخرًا منتدى للمياه بمشاركة مصر .
وأضاف أن القرن الحادي والعشرين هو “قرن المياه” على عكس القرن العشرين الذي أطلق عليه بأنه “قرن النفط”، لافتًا إلى أن مباحثاته مع الرئيس السيسي تناولت سبل تعزيز فاعلية استخدام المياه ومعالجة الصرف الصحي في ضوء الزيادة السكانية.
وأشار إلى وجود نية صادقة لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي، مضيفًا إلى أن المصريين يعرفون المجر جيدًا التي صدرت قطارات إلى مصر في الماضي أُطلق عليها “القطارات المجرية”.
وأكد رئيس المجر أن الرئيس السيسي أبدى انفتاحًا تجاه تعزيز التعاون مع المجر في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن الإرادة السياسية متوفرة لدى قيادتي البلدين لدفع التعاون في كافة المجالات والذي يحقق مصلحة مشتركة.
وأضاف أن الظروف السياسية مواتية بشكل كامل لتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، مبديًا إعجابه بالحضارة والتاريخ المصريين.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس اليوم خلال المؤتمر الصحفي المشترك:
“فخامة الرئيس/ “يانوش أدير”
رئيس دولة المجر الصديقة،
أود أن أرحب بكم والوفد المرافق، متمنيا لكم إقامة طيبة، وأن تمثل هذه الزيارة خطوة هامة في إطار جهودنا المشتركة من أجل تعزيز أواصر الصداقة القوية التي طالما جمعت بين مصر والمجر.
واسمحوا لي أن أعبر عن سعادتي الشخصية بهذه الزيارة التي تشكل امتدادا لعلاقات الصداقة التاريخية فقد احتفلنا منذ حوالي عامين بمرور 90 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بيننا.
لقد كان اجتماعي بفخامة الرئيس المجري اليوم مثمراً، حيث أكدت حرصنا على تعزيز التعاون القائم بيننا في مختلف المجالات لدفع علاقاتنا الثنائية ونقلها إلى مستوى جديد، استناداً لعلاقات الصداقة التي تجمعنا، والإمكانات المتاحة لدينا، واتفقنا على أهمية بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري. كما أشدنا في هذا الإطار بالنتائج الإيجابية التي أسفر عنها منتدى رجال الأعمال من البلدين الذي عقد في القاهرة في سبتمبر الماضي، مع الإعراب عن التطلع لعقد الدورة الرابعة للجنة التعاون الاقتصادي والعلمي والفني في بودابست أكتوبر 2020.
ولقد جددت من جانبي ترحيبنا بتوافد السائحين المجريين ضيوفا كراماً في مصر يتمتعون فيها بالمقاصد السياحية المتنوعة وبالأمن والاستقرار، كما أطلعت فخامة الرئيس المجري على تطورات الأوضاع الاقتصادية والأمنية في مصر، والجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة، والفرص المتاحة لجذب الاستثمارات، خاصة التي توفرها المشروعات القومية الجديدة الجاري تنفيذها.
كما أكدنا أهمية استمرار تنسيق المواقف وتبادل التأييد بمختلف المحافل الدولية، خاصةً في ظل الدور الهام الذي تضطلع به المجر في محيطها الإقليمي وداخل الاتحاد الأوروبي. كما شهد لقاؤنا أيضاً تبادل الرؤى بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واتفقنا على أهمية تعزيز التفاهم المشترك لمواقف كلا البلدين إزاءها، لا سيما التعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب المتنامية، وأهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها، وضرورة العمل المشترك لمواجهة الفكر المتطرف. وقد تطرقنا كذلك إلى أزمة اللاجئين وأساليب التعامل معها، وسبل التعاون بين البلدين في هذا الإطار.
وفي هذا السياق، تبادلنا الرؤى حول آخر التطورات في المنطقة، خاصةً الأزمات في سوريا وليبيا والمساعي القائمة لإيجاد حلول سلمية وشاملة لها، واتفقنا على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات، وقد أكدت في هذا الخصوص أولوية التوصل لحلول سياسية شاملة، والحفاظ على كيان الدولة الوطنية وتدعيم تماسك ووحدة مؤسساتها، بهدف تحقيق الاستقرار وتوفير واقع جديد تنعم فيه شعوب المنطقة بالتنمية والتقدم. كما تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وصولاً لتسوية دائمة وعادلة للقضية الفلسطينية مبنية على أساس حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية ذات الصلة، واستعرضت أيضاً مع فخامة رئيس المجر جهود الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019.
وإذ أجدد ترحيبي بفخامة رئيس المجر والوفد المرافق، أؤكد مرة أخرى على علاقات الصداقة الخاصة التي تربط بين الحكومتين والشعبين، ومواصلة الحوار والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات من أجل الارتقاء بأوجه التعاون الثنائي، وتعزيز التفاهم المشترك للتعامل مع التحديات غير المسبوقة التي تواجهنا اليوم.
وشكراً.”
المصدر: بيان من الرئاسة
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق