قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن التقارب العربي الأفريقي يحتاج إلى ورقة جادة بالحوار بين الدول العربية والأفريقية يتم طرحها في القمة العربية – الأفريقية القادمة في الرياض.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال المائدة المستديرة اليوم الأحد بعنوان (وادي النيل ممر للتكامل الأفريقي والعربي) وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى الشباب العربي والأفريقي الذي يعقد في مدينة أسوان، أنه عندما قرأ بنود القمم السابقة، كان يوضع 30 بندا وقرارا، ولكن من الممكن أن نضع بنودا أقل منها ويتم إنجازها جميعا.
وشهد الرئيس السيسي اليوم فعاليات مائدة مستديرة تحت عنوان “وادي النيل ممر للتكامل الأفريقي والعربي”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى الشباب العربي والأفريقي الذي يعقد في مدينة أسوان.
وشارك في المائدة المستديرة، السفيرة نميرة نجم المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي، والشيخ راشد الشمسي النائب الأول لرئيس اتحاد البرلمان العربي، والسيد يوسف بن عودة مدير مشاريع تقنية المعلومات من السعودية، وحمزة أترونة رئيس بلدية مؤاب بالكرك في الأردن، وجاكيزا ألفيرا باحثة سابقة في مشروع دعم الشراكة الأفريقية الأوروبية، وزكريا دياباتي الرئيس السابق لاتحاد الطلبة الأفارقة في مصر، والدكتورة هبة البشبيشي المتخصصة في الشؤون الأفريقية، وعبد اللطيف فاروق الباحث في مجلس النواب المتخصص في الشأن الأفريقي، والسيد طارق بابقري عبد السلام أمين العلاقات الخارجية بأمانة شباب حزب المؤتمر الوطني السوداني، وميشيل جوندو أخصائي العلاقات الدولية بزيمبابوي، وحسام الدين محمود عضو تنسيقية شباب الأحزاب وأمين شباب حزب مصر بلدي.
وأشار الرئيس إلى أن هذه الورقة التي أطرحها على زملائنا في الاتحاد وعلى الخارجية المصرية وأجهزة الدولة بالتنسيق مع الدول الأفريقية ومن خلال الاتحاد الأفريقي ورقة محددة الإجراءات، مدللا على ذلك بمثال السوق العربية الأفريقية، حيث لدينا خمسة أقاليم ولدينا اتفاقيات حرة معهم، فضلا عن عمل صناديق تمويل عربية أفريقية تعطي القروض مع مؤسسات التمويل الأخرى بتكلفة مالية لمشروعات محددة، ونوفر من خلال هذا الصندوق مشروعات لصالح البنية الأساسية.
وتابع “أننا في مصر سنوفر التمويل لأنفسنا، ويجب الاهتمام بتمويل دول كالسودان وإثيوبيا وأوغندا وكينيا، لتحقيق الربط بين الدول الأفريقية سواء بالسكك الحديدية أو بالطرق العادية أو بشبكات الربط الكهربائي”.
واقترح الرئيس السيسي طرح موضوعين أو ثلاثة أمام القمة العربية القادمة مع وضع آليات نجاحها والتحرك فيها بشكل جيد.
وقال الرئيس السيسي إنه عند الحديث عن المخاطر والتحديات يجب وضع آلية عربية أفريقية لمكافحة الإرهاب والتعامل مع التحديات التي تؤثر على مصالحنا القومية العربية والأفريقية.
ولفت إلى ضرورة طرح هذا الأمر أمام القمة العربية القادمة مع وضع آليات الحفاظ على دولنا وأمنها واستقرارها بجانب الملف الاقتصادي.
وأكد أن القمة العربية القادمة ستكون فرصة كبيرة لطرح ذلك، مؤكدا التنسيق مع المملكة العربية السعودية والأشقاء في الخليج من خلال الاتحاد الأفريقي للتجهيز لهذا الملف لعرضة على القمة القادمة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه يجب العمل على تمويل البنية الأساسية في الدول العربية والأفريقية وتمويل مشروعات محددة من خلال تمويل منخفض التكاليف، ضاربا مثلا بالتركيز على البنية الأساسية في مصر والتي حققت نجاحات كبيرة مما انعكس ذلك على فرص الاستثمار وفرص أخرى للدولة المصرية.
وقال الرئيس السيسي “نحتاج آلية عربية أفريقية تنسق وتؤسس لمكافحة الإرهاب.. نحتاج دراسة موضوع أو اثنين للتعاون المشترك بين أفريقيا والأشقاء العرب.. نحتاج التحدث بشأن صندوق عربي أفريقي لتمويل مشروعات محددة”.
وقال الرئيس السيسي إن توافر الإرادة السياسية تتيح تمكين المرأة وإتاحة الفرص أمام الشباب.
وأضاف السيسي، خلال مداخلته بالمائدة المستديرة، أن تمكين الشباب والمرأة يحتاج إلى إرادة سياسية تتحول إلى مسارات يتم تحفيزها.\
وأوضح أنه إذا توفرت الإرادة السياسية ستتحول الإرادة إلى إجراءات ليست على قدر إعطائهم الفرصة فحسب، وإنما ستجد وسائل الإعلام تتحدث عن هذا الموضوع وسيحفز آليات وأدوات الدولة أن تعمل من أجل ترسيخ فكرة التمكين للشباب وللمرأة.
ولفت إلى ضرورة دعم الشباب بعد أن تتاح لهم فرص التدريب على القيادة، قائلا: “قمنا بعمل البرنامج الرئاسي لتأهيل وتدريب الشباب على القيادة وعقب ذلك تم عمل الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب لتكون ممر للمراكز العليا في الدولة”.
ورأى الرئيس السيسي أننا بحاجة إلى “عمل حزمة من البرامج المتكاملة لنتواصل بشكل مستمر وزيارات متبادلة وغيرها، مضيفا أنه خلال رئاستنا للاتحاد الأفريقي وضعنا هذا الأمر نصب أعيننا”.
وأوضح أن هناك تواصلا عبر التاريخ في المنطقة منذ مئات السنين حيث تم تشويهه وإصدار صورة لا تليق بالعلاقة بين الدول العربية وأشقائهم في أفريقيا، مضيفا أننا نعمل على تحسين العلاقات بين الشباب العربي والأفريقي.
وأردف قائلا “إننا نعمل على زيادة المنح الدراسية للشباب الأفريقي، في إطار الأخوة والمحبة والتقدير، بحجم يليق بالعلاقات بيننا بين القارة”.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الدول الأفريقية لديها فرص استثمارية ضخمة تتمثل في ثروات طبيعية وبشرية، ولكنها تحتاج إلى تمويل هائل وحسن إدارة وجرأة في اتخاذ القرار لتحويل الموارد التي تتمتع بها أفريقيا إلى مشروعات مشتركة تسهم في تنمية القارة بأكملها.
وأضاف الرئيس السيسي أن الاستقرار الأمني والاقتصادي عامل أساسي لتحديد حجم التمويل الذي يمكن للدول الأفريقية الحصول عليه من المؤسسات الدولية.
وقال السيسي إن مؤسسات التمويل في العالم مستعدة لتمويل مختلف المشروعات، ولكن بأي حجم من التكلفة، حيث أنها تأخذ بعين الاعتبار المخاطر الموجودة في الدولة والتي تؤثر بدورها على حجم التمويل الممنوح وكذلك قيمة الفائدة.
وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة التحرك في مسارات التعاون وتجاوز الظروف الداخلية بهدف إعطاء الثقة في قدراتنا من أجل النهوض بالقارة الأفريقية.
وتابع “نحن دائما نتحدث عن أننا تمتلك مائة أو مائتي مليون فدان، ولكن لا بد أن تعلموا أن تحويل مليون فدان إلى أرض قابلة للزراعة يحتاج إلى تكلفة مالية هائلة، حيث أن متوسط التكلفة المالية التي يحتاجها مليون فدان لا تقل أبدا عن 100 مليار جنيه، وأنا أتحدث عن تجربة
مصرية متوفرة معها بنية أساسية مثل الكهرباء والطرق وغيرها”.
وأشار الرئيس السيسي إلى صعوبة تنفيذ مثل هذه المشروعات في دول لا تمتلك البنية الأساسية اللازمة لإنجاحها، لافتا إلى أن الدول الإفريقية تمتلك موارد طبيعية وزراعية بشكل كبير ولكنها تفتقر إلى الاستخدام الأمثل لمثل هذه الموارد.
ونوه السيسي بأهمية “صناعة اللحوم” التي تمتلك مقوماتها العديد من الدول الأفريقية واستطاعت من خلالها تحقيق نمو اقتصادي واستقرار وازدهار لمواطنيها، مشددا على أن القارة الأفريقية تمتلك فرصا جيدة جدا ولكن يجب ترجمتها بشكل جيد إلى مشروعات مشتركة تسهم في تنمية القارة بأكملها.
وأكد الرئيس السيسي، خلال فعاليات المائدة المستديرة، أن الدول العربية والأفريقية يجمعها تاريخ مشترك، أبرزته العديد من القمم السابقة، وتجسد سابقا في التعاون بين حركات التحرر الوطني في مقاومة الاستعمار الأجنبي.
وقال الرئيس السيسي إن “فكرة التقارب العربي الأفريقي ليست حديثة، ولكنها موجودة منذ الآباء المؤسسين للاتحاد الأفريقي، حيث عقدت 4 قمم مشتركة خلال الـ40 سنة الماضية، واستضافت مصر أول قمة تحت رعاية الرئيس الراحل أنور السادات في شهر مارس لعام 1977 بالقاهرة، لافتا إلى أن القمة “شهدت حضورا كبيرا من جانب الدول العربية والأفريقية في هذا الوقت، وخرجت بعدة مقررات”.
وأضاف “عندما أشاهد تلك الخلفية للقمة، وجدت أن المقررات التي نستخلصها دائما تكون أحلامنا وآمالنا فيها كبيرة جدا، ثم بعد ذلك أمضينا 33 عاما لا نلتقي ثانية على مستوى القمة العربية الأفريقية، إلى أن عقدت القمة الثانية في عام 2010 في مدينة سرت في ليبيا، والتي شهدت أيضا حضورا ضخما على المستوى العربي والأفريقي، وانعقدت في عام 2013 القمة العربية الأفريقية الثالثة في الكويت، وعقدت آخر قمة عام 2016 في مالابو (عاصمة غينيا الاستوائية)”، لافتا إلى أن القمة القادمة ستُعقد في (العاصمة السعودية) الرياض.
وحذر الرئيس السيسي، من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة وقدرتها على استهداف الدول، مشيرا إلى أنها تمثل تحديات كبيرة ليس على المستويين الأفريقي والعربي فحسب.
وأكد السيسي، أن الاستقرار في القارة الأفريقية ليس هدفًا قاريًا فقط ولكنه استراتيجي، مشددا على أن الاستقرار في المنطقة العربية لا بد وأن يأخذ تقدير واهتمام وجهود الحكام والمسؤولين والإعلاميين، في توعية الشعوب بعوامل الزمن والظروف التي تمر بكل دولة وتأثيرها على إمكانية تحقيق الآمال المرجوة.
وأردف قائلا ” نحن أشقاء ومصيرنا مرتبط ببعضه البعض بشكل أو بآخر، وبالتالي لا بد وأن نعي أن الاستقرار والأمن فرصة، أحذروا من هدرها لأننا قبل ما نتكلم عن تكامل وتواصل عربي أفريقي ومشروعات عربية أفريقية يجب الحذر بشأن استقرار بلادكم”.. قائلا: “استقرارنا استثمارنا”.
وشدد على أن مخاطر الصراعات السياسية في دولنا تحتم علينا الانخراط في برامج تستهدف توجيه وتحفيز عقول الشباب، مطالبا بضرورة تجاوز كل التحديات التي تعوق التكامل والتعاون.
وخلال فعاليات المائدة المستديرة، توجهت الدكتورة هبة البشبيشي المتخصصة في الشؤون الأفريقية بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لجهوده المكثفة لعودة مصر القوية للقارة الأفريقية، مؤكدة أن الرئيس لديه حس سياسي وأمني وثقل إنساني فيما يخص القضايا الأفريقية.
وقالت البشبيشي، خلال فعاليات المائدة، إن القضايا الأفريقية تعتبر محل اهتمام من الرئيس السيسي، موضحة أن مؤسسة الرئاسة بذلت مجهودا كبيرا لمواجهة إشكالية تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي، مما ساعد على إعادة مصر إلى صدارة العمل الأفريقي.
وأضافت الدكتورة هبة أن عودة مصر إلى أفريقيا منظمة وذات أهداف، مشيرا إلى وجود رؤية مصرية شاملة، مع توافق الأهداف بين رؤية مصر 2030 ، ورؤية أفريقيا 2063 .
وأكدت الدكتورة هبة البشبيشي المتخصصة في الشؤون الأفريقية وجود تحديات كثيرة تواجه أفريقيا والدول العربية منها مواجهة الإرهاب، وعملية الهجرة غير الشرعية، مشددة على وجود توحد عربي ـ أفريقي في التحديات، ولكن لا يوجد توحد عربي ـ أفريقي في الأهداف.
وقال عبد اللطية فاروق الباحث في شؤون مجلس النواب إن التكامل العربي الأفريقي حتى الآن لم يصل إلى المستوى المنشود مقارنة بالعوامل المحفزة والعديدة التي يمتلكها العالم العربي والقارة الأفريقية.
وأضاف فاروق أن العالم العربي والقارة الأفريقية لديهما العديد من العوامل المحفزة منها التداخل والتناسق الجغرافي والذي خلق نقاط تلاقي حضارية أسهمت في صياغة ثقافة عربية وأفريقية مشتركة وأسهمت أيضا في خلق تاريخ مشترك.
وتابع أنه من الناحية الاستراتيجية أن العالم العربي والقارة الأفريقية كل منهما يمثل عمق استراتيجي ومجال حيوي للآخر وفي ضوء هذه العوامل المحفزة نجد دائما في العالم العربي والقارة الأفريقية ضرورة ملحة حتمية لإيجاد مظلة أمنية وسياسية مشتركة ترعى التكامل
العربي الأفريقي.
وقال إنه على المستوى الأمني فنحن في العالم العربي والأفريقي نواجه تحديات جسيمة مشتركة تصل إلى حد التطابق، لافتا إلى أن هناك تحديا رئيسيا تواجهه الكثير من الدول العربية والأفريقية هذه السنوات وهو خاص بشيوع ظاهرة عدم الاستقرار السياسي وتهديد بنية وتماسك
الوطنية.
وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة شهدت الكثير من الدول العربية والأفريقية حالة من الاستهداف الممنهج والمنظم للدولة الوطنية ومؤسساتها عبر افتعال وحدوث أزمات داخلية تتدرج في خطورتها لتصل إلى حد الحرب الأهلية.
وقال ممثل المملكة العربية السعودية في ملتقى الشباب العربي والأفريقي يوسف بن عودة، إن من أهم الفرص للقارة الأفريقية مشروع “نيوم” الكائن في الشمال الغربي للمملكة والذي يحظى بأهمية اقتصادية لكونه يربط بين ثلاث قارات، كما يعتبر بوابة شرقية للقارة الأفريقية
بحدود 1000 كيلو متر من الحدود المصرية، منوها في الوقت ذاته بأنه من أهم المشاريع في المنطقة.
وأضاف بن عودة، خلال فعاليات المائدة المستديرة، أن البنية التحتية من الفرص المهمة للتكامل الاقتصادي العربي والأفريقي، وتوفير بنية تحتية جيدة تخضع للصيانة والأمن وفقا للمعايير العالمية، بالإضافة إلى الاستثمار في الأراضي الزراعية والمعادن الثورة السمكية والحيوانية لتعزيز الأمن الغذائي ونشر الثقافات المجتمعية للقارة الأفريقية.
قال الشيخ راشد الشمسي، النائب الأول لرئيس اتحاد البرلمان العربي، إن الحوار هو الذي يزيد فرص التوافق والاستثمارات المشتركة بين الدول العربية والأفريقية، إضافة إلى الضوابط والتشريعات والقوانين التي تسن لأجل التكامل الاقتصادي بين الدول العربية والإفريقية.
وأضاف الشمسي أن اللجنة الاقتصادية في البرلمان العربي من ضمن مهامها التبادل التجاري الحر ما بين الدول العربية والأفريقية، وهذا من الممكن أن يأتي بنتائج مثمرة لأنها ترفع إلى القادة العرب وهم الذين يقررون هذه التشريعات بأنفسهم.
قالت نميرة نجم، المستشار القانوني للاتحاد الأفريقي، إن ما يجمع المواطنين العرب والأفارقة أكثر مما يفرقهم، حيث إن الروابط التي تربط الجانبين كثيرة، خاصة دول شرق أفريقيا والجزيرة العربية؛ مشيرة إلى أن هذه الروابط أسس ثابتة يمكن البناء عليها لبناء مزيد من
التقارب بين الجانبين.
قال حمزة أترونة رئيس بلدية مؤاب الكرك في الأردن، إن حالته كأصغر رئيس بلدية في الأردن نابعة من إرادة سياسية للملك عبد الله بن حسين الثاني لتمكين الشباب، حيث تم خفض سن الترشح للانتخابات إلى 25 عاما، ما يعتبر بمثابة رسالة وجهها الملك إلى الشباب الأردني.
وقال أترونة رئيس بلدية مؤاب بالكرك، خلال فعاليات المائدة المستديرة، إنه تم تفعيل وحدات تمكين المرأة في المؤسسات الأردنية ومنها بلدية مؤاب الكرك طبقا لتوجيهات جلالة الملك.
من جانبها، أكدت جاكيزا ألفيرا، باحثة سابقة في مشروع دعم الشراكة الأفريقية الأوروبية، أن هناك تحديات تواجهها المرأة الأفريقية والعربية، فهي محور الأسرة، ولكنها الشخص الأول الذي يواجه العديد من الصعوبات، مثل عدم تمكنها من الحصول على الموارد الأساسية، من
التعليم والصحة، والبطالة وعدم التكافؤ وعدم العدالة وعدم الاحترام من الرجال”.
وقالت إن “هناك نساء من عدة تعاني من أمور مثل الختان، لافتة إلى أن هناك عدم مساواة تعود إلى المعايير والتقاليد الاجتماعية، وهذا ما يجب أن نواجهه، وفقا لواقعنا واختلافاتنا الثقافية.
وقال الرئيس السابق لاتحاد الطلبة الأفارقة في مصر زكريا دياباتي “إنني درست في مصر ولاحظت الكثير من التغيرات والتقدم في الواقع فيما يتعلق بالمنح المقدمة للطلاب الأفارقة والعرب”، مشيرا إلى أن هناك نحو 16 ألف طالب أفريقي يتمتعون بهذه المنح والبعثات.
وأعرب عن أمله في زيادة عدد المنح الدراسية للطلاب الأفارقة والتي ستعمل على زيادة إمكاناتهم وفرص التوظيف والتي هي من أحد العوامل المهمة للجميع.
وأكد دياباتي أن الشباب هم الحاضر ومستقبل القارة وأن كل أمور اليوم تخصهم وهم من سيتخذون القرارات غدا، مشددا على ضرورة إتاحة الفرص لهم في المؤسسات لكي يكونوا قادرين في الغد على اتخاذ قرارات تمنح المزيد من فرص العمل في القارة.
وقال ميشيل جوندو، أخصائي العلاقات الدولية بزيمبابوي، إن “وجه التعاون بين العرب والأفارقة ينبغي أن يتغير، وأن ملتقى شباب العالم يجمعنا كلنا، وهذا الملتقى سوف يغير طريقة الحديث عن التعاون بين الأفارقة والعرب”.
وأضاف جوندو أنه ينبغي التأكد من وجود منصة إعلامية منضبطة على شبكات التواصل.
وأشار إلى أن هناك مبادرة لمجابهة الأخبار المغلوطة التي تشاع على مواقع التواصل الاجتماعي، مقترحا إنشاء مكتب عربي إفريقي رقمي لتبادل فرص العمل وغيرها، فضلا عن بث الأخبار الصحيحة والإيجابية.
وأوضح أن هذه المنصة، التي تحدث عنها، إذا كانت منضبطة فستكون بمثابة مركز للتجمع، وسوف تتحدث عن كل الفرص فيما يتعلق بالوظائف، فضلا عن تناولها للتطرف والإرهاب؛ وبالتالي إذا أردنا أن نعطي رسائل إيجابية فسوف يكون من خلال هذه المنصة على المستوى
الوطني والإقليمي والعالمي.
بدوره، أكد أمين العلاقات الخارجية بأمانة شباب حزب المؤتمر الوطني السوداني طارق بابقري عبد السلام أن مصر تجسد التمازج العربي الأفريقي في مكونها ومكون الشعب المصري الممتد لأصوله العربية والأفريقية، وكذلك السودان.
وقال أمين العلاقات الخارجية إن العلاقات بين مصر والسودان ممتدة منذ آلاف السنين من الناحية الثقافية والسياسية، لا تشوبها شوائب مهما اختلفت الأنظمة والأوضاع.
من جانبه، أكد حسام الدين محمود عضو تنسيقية شباب الأحزاب وأمين شباب حزب مصر بلدي، أن مصر والسودان أبرمتا اتفاقيات للتكامل لصنع تكامل حقيقي في المنطقة ونموذج فعال وقوي، وقد بدأت منذ عام 1974 مثل اتفاقية الدفاع المشترك التي نصت على أنه (أي اعتداء
على إحدى الدولتين هو اعتداء على كلاهما)، لافتا إلى أن الاتفاقيات مستمرة ومنها برلمان وادي النيل، وكلها كانت روابط حقيقية لمواجهة كل التحديات التي واجهتنا في المنقطة في هذا الوقت وصولا إلى اتفاقيات عام 2004 وميثاق التكامل.
وقال إن “الاتفاقيات خلقت جيلا من الشباب يؤمن بالوحدة والتكامل والمصير المشترك، وبالرغم من أن جزء من هذه الاتفاقيات لم يكتمل إلا أنها أبقت على الوحدة بين الشعبين اللذين يربطهما الكثير من الروابط مثل اللغة والعرق والدين والثقافات”.
وأضاف “تواجهنا عدة تحديات مثل الجهل والبطالة وأطر الإعلام التي لم تعبر بشكل قوي عن وادي النيل، الذي يملك العديد من الثقافات والموارد التي إذا طرحت بشكل حقيقي سيستفيد منها البلدان وما يمتد خارجهما”.
وأكد أن مصر هي حلقة الوصل الحقيقية بين وادي النيل والدول العربية، وأيضا السودان هي حلقة الوصل بين الدول العربية وأفريقيا، مشيرا إلى “أننا في حاجة ماسة لأطر إعلامية حقيقية، وفي حاجة لمشروع قومي للأمن الغذائي يؤمن غذاء المنطقة ويساعد في إنهاء سوء
التغذية الموجود في جنوب وادي النيل، وفي حاجة ماسة إلى تفعيل مبادرات الشباب التي تساعد في نقل خبرات الشباب إلى الأجيال القادمة”.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط ( أ ش أ)
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق