قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين “إن مصر تعتبر شريكا أساسيا لفرنسا في المنطقة ، كما أن هناك توافقا في وجهات النظر بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية”.
وقال ماكرون ـ خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب مباحثاتهما التي عقدت بقصر الاتحادية – :”إن فرنسا حريصة على تعزيز التعاون مع مصر كشريك أساسي في المنطقة لديه تاريخ عريق مع فرنسا واحترام وتقدير متبادل”.. معربا عن رغبة فرنسا في العمل مع مصر في المستقبل.
وأضاف الرئيس الفرنسي :”لقد أجريت محادثات مطولة وعميقة مع الرئيس السيسي حول العلاقات الثنائية والإقليمية”.. مؤكدا على حدوث تلاقي في وجهات النظر في العديد من القضايا.
وأعرب ماكرون عن شكره وتقديره للرئيس السيسي على ضيافته له ولقرينته والوفد المرافق له..قائلا :”انه استقبل الرئيس السيسي في خريف 2017 وتم الاتفاق خلاله على اللقاء في القاهرة ، وتم تبادل المكالمات الهاتفية لتناول العديد من المواضيع سواء إقليمية أو ثنائية”..مؤكدا على أهمية زيارته الحالية إلى مصر كونها فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون : “إن فرنسا ومصر يعملان منذ عدة شهور معا لمعالجة الوضع في ليبيا ؛ نظرا لأن القضية الليبية تعتبر تحديا أساسيا للاستقرار في البلدين”..مضيفا: إن الحوار وثيق بيننا منذ عدة شهور وسمح للبلدين الاتفاق على المواقف والعمل معا”.
وأضاف ماكرون : “لنا هدفان رئيسيان هما مكافحة الإرهاب ودعم كل الفعاليات الليبية والأطراف التي تحارب الإرهاب والمصالحة الوطنية الليبية كونها الوحيدة الكفيلة بإعادة الاستقرار للمنطقة”.
وأوضح أنه تم التشاور مع مصر قبل إطلاق فرنسا بعض المبادرات منها مؤتمر (سان كلو) في يوليو 2017 .. مشيرا إلى أنه تم تبادل الآراء عندما جمعت فرنسا مختلف الأطراف الليبية في ربيع 2018 بباريس.
وقال ماكرون : “سوف نعمل على التقدم في تعزيز المصالحة الليبية “.. مشيرا إلى أن العمل يتم بالتعاون مع غسان سلامة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة.
وحول الأزمة السورية..أكد الرئيس الفرنسي أن هناك توافقا في وجهات النظر بين مصر وفرنسا فيما يخص الأزمة السورية حيث يؤكدان على ضرورة مكافحة الإرهاب مع الوصول إلى حل سياسي يتم التوصل إليه على مجمل الأراضي السورية ، وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والذي نرغب في تنفيذه مع شركائنا”.
وقال “إن مصر وفرنسا عضوان في مجموعة “الاسمول جروب ” التي تجمع 7 دول والتي تهدف إلى إيجاد حل سياسي مستدام في الشأن السوري”..مضيفا : “إن العمل سوف يستمر بالشكل الذي قررناه وأثبت قوته”.
وأشار ماكرون إلى أن المحادثات ستستمر في الأسابيع المقبلة مع الأمم المتحدة ومع الدول الكبرى في المنطقة لتحقيق التقدم الدستوري والمؤسسي الأساسي المطلوب لضمان استقرار سوريا .. مؤكدا تمسكه بالموقف الذي تبنته الأمم المتحدة والذي نص على عملية انتقال سياسية ومؤسساتية.
وفيما يتعلق بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. أكد الرئيس الفرنسي أنه تم التفكير في إعادة إطلاق عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين .. قائلا : “إن الطريق المسدود في الوقت الحالي يعتبر قنبلة تهدد المنطقة”.
ووجه ماكرون التحية للرئيس السيسي على التزامه بمواصلة الحوار السياسي لحل الأزمة الفلسطينية.. قائلا :”إنني والرئيس السيسي نتطلع للعمل معا لبلورة مبادرات في الشهور المقبلة لحل الأزمة الفلسطينية” .. معربا عن تقديره للرئيس السيسي على جهوده في المصالحة الفلسطينية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون : “لقد تناولنا أيضا الشأن الإفريقي وسوف يكون هذا من المواضيع الهامة في الأجندة السياسية المشتركة للبلدين في الشهور المقبلة ، خاصة وأن الرئيس السيسي يستعد لرئاسة الاتحاد الأفريقي بعد عدة أيام”..مضيفا : “إن البلدين لديهما توجه نحو أفريقيا وسوف يدعمان قوات حفظ السلام وتسوية نزاعات القارة”.
وأضاف ماكرون : “إن أولويات العلاقات الثنائية بين البلدين اليوم هي مكافحة الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار خاصة في مصر” .. مشيرا إلى أن مباحثاته مع الرئيس السيسي ركزت على ضرورة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن.
وأوضح أن مصر وفرنسا تأثرتا في السنوات الأخيرة بالإرهاب وتمكنتا من مواجهته..منوها بأن مصر قوة إقليمية واستقرارها أساسي بالنسبة لفرنسا وللمنطقة ولشعبها.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قناعته بأن الاستقرار والسلام يترافقان مع احترام وكرامة الجميع ودولة القانون والسعي إلى الاستقرار والأمن ؛ “في إطار شراكتنا التى تحدثنا عنها في أكتوبر 2017 “
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية الثقة والصداقة التي تميز العلاقات المصرية الفرنسية وأهمية ما يتعلق بعمل المنظمات غير الحكومية في مصر وإضفاء سلاسة ومرونة على القانون لإعادة توازن أكبر للقانون المتعلق بالمنظمات غير الحكومية أو بحالات فردية، أو بتحرير بعض مواقع الإنترنت.
وقال ماكرون – خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية – : “أطلعت السيسي أنني سألتقي بممثلين عن المجتمع المدني غدا حيث يندرج هذا التبادل في إطار شراكة تهدف إلى تنمية واستقرار ونجاح مصر”.
وأضاف:”أطلعني الرئيس السيسي أيضا علي إصلاحاته الطموحة الاقتصادية والتي يتم تنفيذها بكل شجاعة، وكررت للرئيس إرادة فرنسا في مواكبة نجاح هذه الإصلاحات ، ومن أجل دعمها خاصة في السنوات الأربع المقبلة ، سنعزز تمويلا قدره مليار يورو من التمويلات الإضافية وخاصة عن طريق الوكالة الفرنسية للتنمية والاتفاقات التي وقعنا عليها بينت تنوع هذا الدعم وأهميته”.
وأعرب ماكرون عن رغبته في مساهمة الشركات الفرنسية في تنمية الاقتصاد في مصر ، فهناك 100 مليون نسمة في مصر ويزيد عدد سكانها بمعدل 2.5 مليون سنويا، وبالتالي هناك تحديات هائلة في المجال التعليمي والعملي والصحة ما يتطلب شراكات صناعية .. لافتا إلى أن رسالته للشركات واضحة وبسيطة، فمصر تتحول وتحدث نفسها وتتطور، ويجب أن تستغل شركاتنا الفرص العديدة في كل هذه المجالات.
وأضاف:”سيكون هناك أيضا اتفاقات هامة بين هيئة أنفاق القطارات بالقاهرة، والشركة الفرنسية، ووضحنا حالات تتعلق بشركات فرنسية، وأردنا أن نذهب أبعد من ذلك في هذه الشراكة، أولا لقد غيرنا جدول الأعمال الرسمي، وسنذهب معا لنري مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي ستكون فرصة لشراكة حقيقية في الاقتصاد والتنمية والبني التحتية والاستفادة من المواهب، والمعرفة الفرنسية في المدن الذكية، وتطوير تعاوننا الثقافي والتربوي”.
وتابع: “وثانيا سوف نوسع التعاون الصناعي في مجال صناعة السيارات، لإطلاق مشروع لصناعة السيارات الكهربائية، حيث أكد الرئيس السيسي الالتزام بقوة في هذا المجال، إلى جانب رغبة فرنسا في المشاركة به، وسنعمل خلال الأسابيع المقبلة علي بلورة هذا المشروع لإنتاج السيارات في مصر”.
واستطرد قائلا: “ثالثا، نود أن نعمل معا لمواكبة مصر في إرادتها الوطنية والإقليمية، في مجال البني التحتية الإقليمية والطرق والسكة الحديدية، وفى تنفيذ مشاريع طموحة في مجال البني التحتية، بالإضافة إلى مجالات الصحة والثقافة والتربية ، وتحدثنا عن التنمية والتعاون والمشاريع التي نود تنفيذها”.
وقال :”وقعنا على شراكة هامة في المجال الأكاديمي، خاصة في تدريب وتكوين الكوادر للأمة المصرية فلدينا جامعة مشتركة، ونريد أن نطور هذه الشراكة التعليمية، والتربوية لإعطاء قوة ووقع أكبر لهذه الجامعة الفرنسية المصرية، وزيادة طلابها، ولهذا ستزدهر الجامعة الفرنسية المصرية خلال السنوات المقبلة بالعاصمة الجديدة ، كما نريد أن نلتزم أكثر بتعليم اللغة الفرنسية في مصر عن طريق المدارس الفرنسية”.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون : “إن مصر وفرنسا لديهما تاريخ ثقافي مشترك ، ومعبد أبوسمبل خير شاهد على ذلك” ..داعيا إلى ضرورة مواصلة العمل المشترك عن طريق تعزيز وجود فرنسا في مجال الآثار بمصر والتعاون العلمي بين البلدين.
ونوه ماكرون بأن بلاده أعدت نفسها للمشاركة في مشروعي المتحفين الكبيرين بمصر..مؤكدا على ضرورة تطوير الشراكة في مدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية الجديدة.
وقال الرئيس الفرنسي : إن النجاح والتنمية والاستقرار في مصر من الأمور التي توليها فرنسا اهتماما كبيرا ؛ نظرا للأهمية الإقليمية لمصر ودورها العسكري في محيطها والموقع الذي تتمتع به في إفريقيا والشرق الأوسط والأدنى.
وتوجه ماكرون في نهاية كلمته بالشكر للرئيس السيسي على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال.
المصدر : أ ش أ
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق