Slide # 2

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ديننا الحنيف علمنا إنه لا إكراه فى الدين ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر مضيفاً إنه من دواعى الأسف أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم فأخطأ الفهم وأساء التفسير وهجر الوسطية والاعتدال منحرفا عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع اراء جامحة ورؤى متطرفة متجاوزا بذلك ما جاء فى القران الكريم وسنة محمد صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس وقدسية حمايتها وصونها من الاذى والاعتداء.

وأضاف الرئيس السيسى – خلال كلمته للأمة بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف – إن “الإشكالية الموجودة فى العالم كله والعالم الإسلامى، ليست مجرد اتباع سنة البنى أو عدم اتباعها فهذه أقوال لبعض الناس، لكن المشكلة هى القراءة الخاطئة لأصول ديننا فنحن نذهب الآن فى اتجاه بعيد جدًا.

وأكد الرئيس السيسي أن رسالة الإسلام التي تلقاها سيد الخلق وأشرفهم سيدنا محمد (صلي الله عليه وسلم ) حرصت كل الحرص علي إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر، وتأكيد حق الناس جميعا في الحياة الكريمة دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس.

وفيما يلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:

“بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف

السادة العلماء والأئمة الإجلاء،

السيدات والسادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

“إننا وإذ نحتفي بذكرى مولد نبي الرحمة والإنسانية، نسأل الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات.

الأخوة والأخوات،

إن رسالة الإسلام التي تلقاها، سيد الخلق وأشرفهم صلى الله عليه وسلم، صاحب هذه الذكرى العطرة، والذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة، دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، فقد خلقنا المولى شعوباً وقبائل، متنوعين ثقافياً ودينياً وعرقياً، لكي نتعارف.

فما أحوجنا اليوم إلى ترجمة معاني تلك الرسالة السامية إلى سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا.

الحضور الكريم،

لقد علمنا ديننا الحنيف أنه لا إكراه في الدين، ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر، إلا أنه من دواعي الأسف أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفاً عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزاً بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء.

ولمواجهة تلك الظاهرة، فعلى كل فرد منا أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وتأتي في مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة، وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة ديننا السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان.

السيدات والسادة،

لا شك أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة، يعد المحور الأساسي في أي جهود للتقدم وتنمية المجتمعات، وهو ما وضعته الدولة هدفاً استراتيجياً لها خلال الفترة الحالية، لذا فإنني أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم والتي تنادي بالعمل والبناء والإتقان، لنواجه بها أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب.

ورغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري، قراءة واقعية مستنيرة، نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زماننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته، ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالي لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا.

دعونا ننقذ العقول من حيرتها، وننبه النفوس عن غفلتها، وننشر المفاهيم الحقيقة السمحة للإسلام، احرصوا على غرس القيم الإنسانية السامية في القلوب والأذهان، لننبذ العنف والكراهية والبغضاء.

أبناء الشعب المصري العظيم،

لقد كان رسولنا الحبيب صلي الله عليه وسلم وما يزال قدوة للناس جميعاً، فلقد كان على خلق عظيم، فدعونا نقتدي بنبي الرحمة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لنجعل من وطننا الحبيب مصر منارة للسلام والرقى، ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والعلم والثقافة للإنسانية جمعاء.

كل عام وحضراتكم بخير،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

وفى ختام كلمته علق الرئيس السيسى قائلا ” إن الإسلام السمح في الأصل هو عبارة عن ممارسات حقيقية، وليس مجرد نصوص سنكررها في الخطب الدينية يوم الجمعة أو حتي في التلفزيون أو خلال المؤتمرات والمنتديات التي نعقدها، ولكنه عبارة عن سلوكيات حقيقية للمسلمين”.

وتسائل الرئيس السيسي “كم تبلغ نسبة المصريين الذين لم يكذبوا في حياتهم أبدا؟”.. موضحا أنه لا يوجه هذا الكلام للأزهر أو الأوقاف فقط، ولكن لكل المصريين.

وأشار الرئيس إلى أن سلوكياتنا بعيدة كل البعد عن صحيح الدين، مثل الصدق والأمانة وإتقان العمل واحترام الآخرين والرحمة بالناس، مطالبا كل المصريين التصدي للسلوكيات الخاطئة.

ولفت الرئيس السيسي إلى أن العقلية الدينية تختلف عن العقليات القانونية والسياسية والاقتصادية، منوها إلى أن رجل الدين الحقيقي هو وحده القادر على التصدي لتلك الاختلافات العقلية، حيث أن عقليته جامعة لكل العلوم.. مطالبا الحضور بالتفكير في هذا الكلام جيدا.

وشدد على ضرورة إطلاع رجل الدين على كافة المعارف لمساعدته علي الإجابة عن كل المسائل والأمور التي يطرحها الأفراد.. مبينا أن ذلك أمر صعب للغاية، لذا يجب إشراك شباب الدعاة والعلماء في الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب وإعداد القادة، حتي يضيفوا علي علومهم الدينية علوم أخري يستفيدوا

وقال الرئيس السيسي، في ختام تعليقه، “إننا جميعا في يوم من الأيام سنتقابل أمام الله عز وجل.. وسنحاسب علي كل كلمة تلفظنا بها، وكل فعل قمنا به، وسنحاسب أمام الله سبحانه وتعالي”.

المصدر : النيل للاخبار



اخبار الان

0 التعليقات:

إرسال تعليق