قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إنه اتفق والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على تطوير التعاون الأمني والعسكري المشترك بما يمكن من التعامل مع مختلف التهديدات، وأهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لخطر الإرهاب وما يمثله من تهديد لشعوب العالم.
وتابع السيسي، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع ميركل عقب القمة المصرية الألمانية التي عقدت اليوم في برلين، أنه استعرض خلال القمة العبء الكبير الذي تتحمله مصر في هذا المجال انطلاقا من دورها وموقعها ورسالتها عبر استضافتها لملايين اللاجئين، مشيرا إلى أن القمة تناولت كذلك النجاحات الفائقة التي حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا منذ سبتمبر عام 2016 وحتى الآن.
وأشار إلى أن القمة المصرية الألمانية تطرقت كذلك إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وتبادل الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، قائلا : “أكدنا عزمنا على تعميق وتطوير آفاق الشراكة بين البلدين في ضوء المكانة المهمة التي تحتلها ألمانيا دوليا وداخل الاتحاد الأوروبي والدور المحوري الذي تقوم به مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمي، ومواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط”.
ونوه بأن العلاقات بين البلدين تمثل شراكة متنوعة في مختلف المجالات ويدل على ذلك اللقاءات المتعددة التي جمعته والمستشارة ميركل خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والزيارات المتبادلة بين مسئولي البلدين وكذلك المستوي المتميز من التعاون الثنائي والتنسيق المستمر بشأن العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
وأشار إلى ما تشهده العلاقات الثنائية من تطور في شتي المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية والتنموية، معربا عن تقديره لمواقف ألمانيا المساندة لمصر في حربها على الإرهاب وقوي التطرف والعنف.
وعبر الرئيس السيسي عن تقديره واحترامه للمستشارة الألمانية وإعجابه بما اتخذته من مجهودات من أجل اللاجئين الذين تم استقبالهم في ألمانيا.
وأكد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي، أن القمة المصرية الألمانية تركزت حول آخر تطورات الأزمات والصراعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمساعي القائمة لإيجاد حلول سلمية لها، حيث تم الاتفاق على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات مما يحفظ مفهوم الدولة الوطنية ويحقق الاستقرار لشعوب المنطقة.
وقال إنه “تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مستندا إلى قرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة “.
وأضاف أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وزيادة تدفق الاستثمارات الألمانية إلى مصر مما يعكس التطور الملحوظ الذي يشهده التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره للدعم الألماني لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح الذي تنتهجه مصر وكذا برنامج التعاون الإنمائي بين البلدين الذي يسهم في تدعيم الاقتصاد المصري خاصة في مجالات البنية التحتية والتعليم الفني والتدريب المهني، قائلا “ناقشنا سبل تكثيف وتنويع هذا التعاون بما يحقق الآمال المرجوة منه”.
كما أعرب عن سعادته لاستعادة السياحة الألمانية لمصر لمستواها المعهود، مشيرا إلى أنه يحمل رسالة مودة وصداقة من الشعب المصري إلى نظيره الألماني الذي يكن له المصريون كل تقدير واحترام، كما أعرب عن أمله في استمرار توجه السياح الألمان إلى المقاصد المصرية التي يكون فيها كل المودة والترحاب والأمان.
وشدد الرئيس السيسي على قوة علاقات الصداقة الخاصة التي تربط بين البلدين وأهمية مواصلة الحوار والتنسيق على جميع المستويات من أجل بلوغ مستويات أعلى من التعاون الثنائي وتكثيف التشاور الهادف لمواجهة التحديات المشتركة وترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية في العالم.
من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال المؤتمر الصحفي، أن مصر شريك مهم جدا في حل الكثير من القضايا السياسية بمنطقة الشرق الأوسط .. مشيرة في هذا الصدد إلى أن مصر وألمانيا يدعمان المواقف التي تساعد على تهدئة الأوضاع في سوريا.
وقالت ميركل، في كلمتها، إن هناك أعدادا كبيرة من اللاجئين في مصر وإن ألمانيا تدعم مصر في هذه القضية بشكل أو بآخر، لافتة إلى أن أوروبا تعاني من مشكلة اللاجئين وهذا على العكس من موقف مصر التي تستقبلهم.
وأضافت “بحثت مع الرئيس السيسي الأوضاع في ليبيا والشأن القانوني للدولة الليبية كما ناقشنا آلية رفع مستوى التعاون بين مصر وألمانيا في المجالات الأمنية والسياسية”.
وأعربت ميركل عن أملها في زيادة التعاون بين البلدين، قائلة “سيتم عقد اتفاقيات اقتصادية كبيرة بين ألمانيا ومصر”، موجهة الشكر للرئيس السيسي لتلبية دعوة حضوره إلى برلين.
وأشادت ميركل بالدور المهم والمحوري الذي تقوم به مصر في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وما قامت به من جهود فيما يتعلق بملف الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى أن مصر تستضيف ملايين اللاجئين على أراضيها وتعاملهم كمواطنيها، كما أنها نجحت في منع الهجرة غير الشرعية المتوجهة الى أوروبا عبر أراضيها وسواحلها.
وقالت ميركل إنها أجرت مشاورات بناءة ومثمرة مع الرئيس، وإنهما تطرقا لمختلف ملفات التعاون الثنائي والشراكة الاقتصادية القائمة بين البلدين، حيث اتفقا على تعزيزها وتطويرها في مجالات مختلفة فضلا عن الملفات الإقليمية، لاسيما في ليبيا وسوريا.
ورحبت ميركل بزيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا، مؤكدة أن مصر وألمانيا يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الخاصة فضلا عن الدور المحورى لمصر فى المنطقة.
وأضافت أن ألمانيا ستدعم مصر في جميع مجالات التنمية، وكذلك في تعليم وتدريب وتشغيل الشباب، والتعاون التعليمي والأكاديمي، وأشادت بقول الرئيس السيسي بأنه رئيس لكل المصريين.
وقالت إنها تدعم مصر أيضا في حربها على الإرهاب خاصة في سيناء، وأنها متفهمة خطورة الوضع في ليبيا التي لها حدود واسعة مع مصر، مشيرة إلى أنها تحدثت مع الرئيس في كيفية التوصل الى حل سلمي للأزمة الليبية، كما استعرضت الأزمة السورية وسبل تحقيق حل سلمي لها، موضحة أنها بحثت أيضا مع الرئيس السيسي آلية رفع مستوى التعاون بين مصر وألمانيا في المجالات الأمنية والسياسية.
وأعربت ميركل عن أملها في زيارة التعاون بين البلدين، منوها إلى أنه سيتم عقد اتفاقيات اقتصادية كبيرة بين ألمانيا ومصر، معربة عن تقديرها للرئيس السيسي لتلبية دعوتها له للحضور إلى برلين.
فيما يلي نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر:
“السيدة المستشارة أنجيلا ميركل،
السيدات والسادة الحضور،
أود فى البداية أن اعرب عن خالص التقدير والامتنان للسيدة المستشارة أنجيلا ميركل ولجمهورية ألمانيا الاتحادية، ونقدر بإعجاب كل العطاء الذى تم تقديمه من ألمانيا للعالم أثناء فترة قيادة المستشارة ميركل، أتوجه بالتهنئة للمستشارة وللشعب الألمانى على ما قدمتموه، نحن فى مصر ننظر بكل الإعجاب والتقدير والاحترام لما فعلتموه للاجئين الذين تم استقبالهم فى ألمانيا.
إن العلاقات بين بلدينا تمثل شراكة متنوعة في مختلف المجالات، وتدل على ذلك اللقاءات المتعددة، التى جمعتنى مع المستشارة/ ميركل خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والزيارات المتبادلة بين مسئولي البلدين، وكذلك المستوى المتميز من التعاون الثنائي والتنسيق المستمر بشأن العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
السيدات والسادة،
لقد عقدنا اليوم جلسة مشاورات بناءة، تطرقنا خلالها لسبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وتبادلنا الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، أكدنا عزمنا على تعميق وتطوير آفاق الشراكة بين البلدين، في ضوء المكانة الهامة التي تحتلها ألمانيا دولياً وداخل الاتحاد الأوروبي، والدور المحوري الذى تقوم به مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمى ومواجهة التحديات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
أود أن أشيد بما تشهده العلاقات الثنائية من تطور فى شتى المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والتنموية، وأن أعرب عن التقدير لمواقف ألمانيا المساندة لمصر فى حربها على الإرهاب وقوى التطرف والعنف، حيث أكدنا خلال مباحثاتنا اليوم أهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لخطر الإرهاب وما يمثله من تهديد لشعوب العالم، واتفقنا كذلك على أهمية تطوير التعاون الأمني والعسكري المشترك بما يمكننا من التعامل مع مختلف التهديدات.
وقد استعرضت من جانبى العبء الكبير الذى تتحمله مصر في هذا المجال، انطلاقاً من دورها وموقعها ورسالتها، عبر استضافتها لملايين اللاجئين، كما تناولتُ النجاحات الفائقة التى حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا منذ سبتمبر 2016 وحتى الآن، وأكدتٌ أن التركيز على الحلول الأمنية لهذه القضية، دون معالجة جذور المشكلة الاقتصادية والتنموية في دول المصدر، لن يؤدي إلى تحقيق النتائج المنشودة ولن يُفضى سوى إلى نتائج قصيرة الأجل.
وفي هذا الإطار، تبادلنا الرؤى حول آخر تطورات الأزمات والصراعات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والمساعي القائمة لإيجاد حلول سلمية لها، واتفقنا على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات، بما يحفظ مفهوم الدولة الوطنية ويحقق الاستقرار لشعوب المنطقة. تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة، مستندة إلى القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
على الصعيد الثنائي، تناولت مباحثاتنا اليوم سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وزيادة تدفق الاستثمارات الألمانية إلى مصر، بما يعكس التطور الملحوظ الذي يشهده التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال الفترة الأخيرة. وفي هذا السياق، أود تأكيد تقديرنا للدعم الألماني لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح الذي تنتهجه مصر، وكذا برنامج التعاون الإنمائي بين البلدين، الذي يسهم في دعم الاقتصاد المصري خاصة في مجالات البنية التحتية والتعليم الفني والتدريب المهني، وقد ناقشنا سبل تكثيف وتنويع هذا التعاون بما يحقق الآمال المرجوة منه.
أود أن أعرب عن سعادتي، لاستعادة السياحة الألمانية إلى مصر لمستواها المعهود، حاملاً رسالة مودة وصداقة من الشعب المصري للشعب الألماني الذي نكن له كل تقدير واحترام، ونأمل في استمرار توجه السياح الألمان إلى المقاصد المصرية، التي يلقون فيها كل الود والترحاب والأمان.
ختاماً، فإنني أؤكد مرة أخرى، على قوة علاقات الصداقة الخاصة التي تربط بين بلدينا، وأهمية مواصلة الحوار والتنسيق بين الجانبين على جميع المستويات، من أجل بلوغ مستويات أعلى من التعاون الثنائي، وتكثيف التشاور الهادف إلى مواجهة التحديات المشتركة وترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية في العالم.
وشكراً جزيلاً”.
المصدر: النيل للأخبار
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق