أشادت رئيسة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بلدان المشرق ماريسا ماتياس بالجهود التى تقوم بها مصر لمكافحة الإرهاب، خاصة في سيناء.
وأعربت ماتياس- في مؤتمر صحفى اليوم الأربعاء على هامش زيارة الوفد الحالية إلى القاهرة – عن تقدير الوفد للإصلاحات الجارية فى مصر وأهمية استكمالها والعمل سويا حتى يتسنى للجانبين إيجاد جبهة قوية لمكافحة الإرهاب.
وأكدت أن الوفد لم يأت إلى مصر- الآن أو فى الماضى – لكى يتدخل في شئونها أو يعطى دروسا أو يفرض إملاءات، مضيفة “نتحدث عن شراكة بين أنداد فى إطار اتفاقات موقعة بين مصر والاتحاد الأوروبي، قام الجانبان بتوقيعها بشكل حر وباستقلالية”.
وشددت رئيسة الوفد على أهمية هذه الشراكة والأولوية التى يعطيها الاتحاد الأوروبي للتعاون والتنسيق مع مصر، مضيفة “لسنا هنا لكي نقول لمصر ما الذى يجب أن تقوم به، لكن الشراكة بين الجانبين هي الأساس لتعاوننا”.
ودعا وفد البرلمان الأوروبي إلى تعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتى ينبغى أن تسهم فى التغلب على التحديات المشتركة وبناء مستقبل أفضل لمواطنينا للعيش فى مجتمع حر وآمن ومتسامح وتعددي، مؤكدا أن هذه الشراكة ينبغى أن تعزز التعاون السياسة القائم على القيم المشتركة واحترام سيادة القانون والاتفاقيات الدولية، مشددا على أهمية التعاون مع مصر التى تعد شريكا رئيسيا للاتحاد الاوروبى.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي بمناسبة الاجتماع الثاني عشر بين البرلمان الأوروبي والبرلمان المصري.
وقالت رئيسة وفد البرلمان الأوروبي ماريسا ماتياس “إن هناك قيما مشتركة نسعى إلى دعمها سويا ونتحدث بصراحة كأصدقاء مع شركائنا ونقبل منهم النقد عندما يتعلق الأمر بالتزاماتنا.
ولفتت إلى أن وفد البرلمان الأوروبى أكد – خلال لقاءاته في مصر – على أهمية تعميق الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية الشجاعة فى إطار ديمقراطى، مؤكدة أن الاتحاد الاوروبى مستعد لمساعدة مصر في مواجهة الظروف التي تواجهها بما في ذلك ملف الإرهاب والهجرة، وأقرت ماتياس بأن مصر قامت بجهود ضخمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية لكن الاتحاد الاوروبى لم يكن لديه منهج شامل للتعامل مع هذه الظاهرة.
من ناحية أخرى، قالت ماريسا ماتياس نحن في حاجة إلى تحسين صورة الدين الإسلامي في أوروبا”، مضيفة “جرت انتخابات فى عدد من البلدان أدت إلى تنامى مد الشعبوية ومد مناهض للاتحاد الأوروبى، ومعاد للإسلام ولهذا التقينا مع شيخ الأزهر لنعمل على إعطاء صورة أفضل للإسلام في القارة وهذا عنصر مهم في شراكاتنا”.
وأكدت ماريسا ضرورة التصدي للخطاب المتطرف في أوروبا باسم الإسلام، وإزالة الخلط – في أوروبا – بين الإسلام والإرهاب، قائلة “بذلنا جهودا كبيرة في هذا الصدد”، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية دور الأزهر الشريف في هذا الشأن.
وأوضحت أن الوفد قال – لنظرائه المصريين – “إننا في حاجة لتعزيز الشراكة مع مصر ولماذا لا ننشئ لجنة شراكة مشابهة مثل تلك مع المغرب”.
من جانبه، قال نائب رئيس الوفد جيل بارنيو “من المهم أن تنعم مصر بالاستقرار فى هذه المنطقة”، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي لديه تحديات مشتركة مع البلد العظيم (مصر)، حيث “لا يجب أن ننسى حجم المشكلة السكانية ضخمة في مصر، والتي تشير التوقعات إلى أن سكانها سيبلغ 200 مليون نسمة خلال 30 عاما، لذلك نحن فى حاجة للشراكة”.
وحول الهجرة، قال بارينو إن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، و”لدينا تحديات مشتركة، ولدينا واجب لتعزيز الشراكة مع القارة الأفريقية.. ولمصر مكانة مرموقة فى هذا الصدد، كما أن لدينا شراكات فى التعليم وفى مجالات يمكن أن تؤدى إلى خلق الوظائف”.
من جهته قال النائب خافيير نارت إن الربط بين الاسلام والإرهاب خطر كبير، وهناك عدم معرفة بالدين الإسلامي وبتعريفه للجهاد.. مضيفا أنه ربما يكون هناك إسلاموفوبيا فى أوروبا ولكن هذا ليس التيار الرئيسي في القارة.
من جانبه، عقب بارنيو بالقول “شاهدنا صورة سيئة للإسلام السياسي فى العالم وأوروبا، ولكن يجب أن نميز المسلمين عن أولئك الذين يستخدمون الدين ويريدون اختطافه لتنفيذ أغراض سياسية”. ورأى وجود ضرورة للشعور بالقلق حيال ما يحدث فى تركيا، فنحن نرى تدابير تتخذ باسم الدين، ونشعر بالقلق إزاء البعض الذين يتخذون إجراءات باسم الدين.
وأوضح أن الشراكة مع السلطات السياسية المصرية إلى جانب الهيئات الدينية مثل الأزهر أمر مهم للغاية ونحن بحاجة إلى تعزيز الخطاب الذى يطرح فى أوروبا.
وأضاف أن الإسلام موجود في فرنسا وبلجيكا وبعض بلدان أوروبا الشمالية وغيرها، لهذا ينبغى أن نتصدى للخطاب المتطرف الشعبوي في أوروبا بتحسين صورة الإسلام حتى نزيل هذا الخلط، معربا عن الأمل فى إعداد سياسة مشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة ضمن الشراكة بين الجانبين.
وكان وفد من البرلمان الأوروبى قد وصل إلى القاهرة – أمس – في زيارة تستغرق يومين بمناسبة الاجتماع الثانى عشر بين البرلمان الأوروبى والبرلمان المصرى، فى إطار الحوار المستمر بين البرلمانين، حيث زار رئيس البرلمان على عبد العال فى يونيو الماضى البرلمان الأوروبى فى بروكسل.
ويضم الوفد الذى ترؤسه ماريسا ماتياس، جيل بارنيو، وفرنسيسك جامبوس، وخافيير نارت، واجتمع الوفد مع كريم درويش، رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان المصرى وعدد من البرلمانيين ين.
والتقى الوفد رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان والدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، وممثلين مع منظمات المجتمع المدنى. كما التقى وفد البرلمان الأوروبي مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأأوسط ( أ ش أ )
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق