تتواصل فعاليات المؤتمر الوطنى الثالث لعلماء وخبراء مصر فى الخارج تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، الذى تستضيفه الأقصر تحت عنوان “مصر تستطيع بأبناء النيل”, وذلك بمشاركة 23 عالما مصريا من أصحاب الإنجازات والخبرة فى مجالات الزراعة والرى وإدارة الموارد المائية.
ويستمر المؤتمر يومان ويتضمن 10 جلسات يشارك فيها العلماء و5 وزراء.
وأكد مدير مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه الدكتور حسام شوقي ضرورة تنفيذ مشروعات تحلية المياه والاستفادة من الخبرات الخارجية وغير التقليدية في هذا المجال.
وقال شوقي – خلال إحدي جلسات المؤتمر – “إن الطاقة تمثل من 40 إلى 60% من تكلفة المياه المحلاة، حيث أن هناك كمية مهولة من الطاقة التي تستلزمها عملية التحلية”.
ومن جانبه، قال الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي “إننا وصلنا إلى إنتاج أول مضخة للجهد العالي لتحلية المياه بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، تستهدف الوصول من 50 إلى 60% من تحلية المياه في مصر، موضحا أن الزراعة هي المستهلك الرئيسي للمياه في مصر، ونحن بحاجة إلى المزيد من الدراسات في اقتصاديات المياه”.
وبدوره، قال الدكتور هاني سويلم العالم المصري في ألمانيا “إن الطاقة والمياه والغذاء ملفات مرتبطة ببعضها البعض، لافتا إلي أن لابد وأن تدخل سوق الطاقة بين الدول في المستقبل، منوها بأن مصر ضمن أفضل الدول إنتاجا للطاقة في العالم، وأن السودان أيضا لديها أرض خصبة للزراعة.
وعرض لتجربته في ألمانيا لترشيد استخدام المياه في الزراعة، موضحا أنه خلال تجربته في التعامل مع المزارع وجد أن البقرة الواحدة تستهلك 3 ملايين و100 ألف لتر مياه، مشيرا إلى أن من يبيع الأبقار كأنه يبيع نسبتها في كمية المياه، مطالبا ضرورة أن تتعامل مصر مع ملف المياه بهذه السياسة.
وطلب سويلم من المسئولين في مصر التعرف على طرق ترشيد المياه في الزراعة، التي تستخدم في العالم.. مبينا أن لدينا الشمس والمياه والرمال المهمة لتوليد الطاقة.
وقدم فكرته حول استخدام المياه في المزارع السمكية واستخدامها في ري اﻷراضي الزراعية ليستفيد النبات من الفيتامينات الموجودة بالماء، مشددا علي أنه يمكن عمل الكثير من لتر المياه دون إصراف، مشيرا إلى أن اللحوم والبروتينات اﻷكثر استخداما للمياه.
من جانب آخر , أكد الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي أن مؤتمر (مصر تستطيع بأبناء النيل) يعتبر إطارا مؤسسيا نتعامل من خلاله مع علماء مصر في الخارج.
وقال صقر – في كلمة له جلسات مؤتمر (مصر تستطيع بأبناء النيل) بالأقصر – “إن مصر لديها رؤية للتنمية 2030 تضم كافة الوزارات.. لافتا إلي أن مصر تنظر للطاقة والمياه والزراعة والغذاء كمتلازمة واحدة، وأنها تمتلك بنية تحتية ومميزات كثيرة في مجالات الطاقة ونقل التكنولوجيا من الخارج لتوطينها في البلاد، مما يؤكد الدور الكبير لعلماء مصر في ذلك”.
ومن ناحيته، قال الدكتور عمرو العجرودي الخبير الدولي بموارد المياه “إن ولاية فلوريدا الأمريكية تعتمد على أحواض تجميع الأمطار لتخزين المياه خلال أوقات العواصف، موضحا أن الأحواض الجافة تعتمد على سدود لحجز المياه لاستخدامها، كما أن أحواض صرف مياه الأمطار تصمم بطريقة تجعله يفرغ المياه المخزنة فيه خلال 3 أيام حتى لا تتلوث”.
وأشار إلي أن كمية مياه الأمطار بمنطقة الخليج أقل مما هي عليه بأمريكا، إلا أن منسوب المياه الجوفية بدأ في الارتفاع بمنطقة الخليج بعد معالجة مياه الصرف الصحي، وبالتالي أصبح هناك فائض في المياه هناك.
ومن جانبه، قال الدكتور سامح قنطوش أستاذ الوقاية من الكوارث الطبيعية بجامعة كيوتو اليابانية “لدينا تحديات كبيرة، منها ما هو قادم من دول أعالي نهر النيل، وتحديات خلف السد العالي تتعلق بجودة المياه، وتحديات خاصة بالأودية في الصحراء الشرقية وسيناء والصحراء الغربية، وكذلك تحدي السيول وعملية الشحن الجوفي ومحدودية وجود المياه.. إلا أن البحث العلمي قادر على إيجاد حلول”.
وأضاف أن تغير المناخ أيضا يمثل تحديا كبيرا جدا، فهو يؤدي إلى ارتفاع سطح مياه النيل مما يؤثر على الثروة السمكية، وكذلك يحتاج لتغيير في تشغيل سد أسوان.. لافتا إلي أنه من الممكن أن نقلل توليد الطاقة من السد العالي لتعويض نقص المياه، خاصة في ظل إنشاء مشروعات قومية عملاقة في مجال الطاقة.
وأوضح الدكتور قنطوش أن السدود تحدث خللا في الاتزان البيئي للمياه والرواسب، لأنها تمنع مرور الرواسب والطمي، كما تؤثر على كمية المياه وجودتها.
وبدوره، قال الدكتور بهاء خليل الباحث المشارك فى قسم هندسة الموارد العضوية بجامعة (ماك جيل) الكندية “إن هناك حلولا علمية لتوفير مصادر جديدة من المياه مثل “المكثفات” التي تعتمد على تحويل الرطوبة لمياه، والتي تشبه دورة التبريد في الثلاجات وأجهزة التكييف.. منوها بأن هذا المجال شهد تطورا كبيرا يستطيع توفير كميات كبيرة للزراعة”.
كانت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج قد افتتحت المؤتمر اليوم بحضور عدد من الوزراء على رأسهم الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، والدكتور محمد عبد العاطى، وزير الرى والموارد المائية، والدكتور محمد سعيد العصار وزير الإنتاج الحربى، والمهندس طارق الملا، وزير التعدين والبترول، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى، والدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة، والسيد محمد بدر محافظ الأقصر، وعدد كبير من منظمات المجتمع المدنى المعنية بالمجالات البحثية.
ويعد مؤتمر “مصر تستطيع ..بأبناء النيل”جهدا مشتركا بين وزارتى الهجرة والرى فى إطار ما تنظمه وزارة الهجرة من مؤتمرات وطنية للمصريين بالخارج تحت شعار “مصر تستطيع”، حيث عقدت النسخة الأولى فى ديسمبر 2017 بعنوان “مصر تستطيع بعلمائها”، وكانت النسخة الثانية “مصر تستطيع بالتاء المربوطة” قد عقدت فى يوليو الماضى.
المصدر: أ ش أ
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق