أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل جهود الدولة المصرية في التعامل مع قضية الإرهاب والتصدي له بآليات مختلفة من خلال تضافر جميع قوى المجتمع، مشيراً إلى حرص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على التحذير الدائم من مخاطرِ الإرهابِ وتأثيراته السلبية على تنفيذِ خططِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية، والدعوة إلى تكاتفِ وتعاون كل دول العالمِ ووقوفها صفا واحدا في مواجهة الإرهاب بكل صورِه وأشكاله، وصولا إلى اقتلاعه من جذورِه.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب حول الإرهاب والتنمية الاجتماعية “أسباب ومعالجات”، الذي يعقد تحت رعاية السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمدينة شرم الشيخ يومي 27 و 28 فبرايرالجاري.
كما أكد إسماعيل خلال كلمته حرص مصر على تحقيق أعلى درجات التنسيق الإقليمي والدولي للقضاء على الإرهاب، وهو ما يعكسه تنظيم هذا المؤتمر في مدينةِ السلامِ (شرم الشيخ)، لافتاً إلى أن ظاهرة الإرهاب باتت تهدد العالم أجمع، وطالت أذرعها الكثير من الدول، ومجتمعات كانت لا تتوقع وصول العمليات الإرهابية إليها.
وقال رئيس الوزراء “يُسعدني في البدايةِ أن أنقلَ إليكم تحياتِ السيدِ الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسِ جمهورية مصرَ العربية راعى هذا المؤتمر، والذى حذَّرَ دائماً من مخاطرِ الإرهابِ على المستوى الدولى والإقليمى والمحلي، ومن تأثيراتِهِ السلبيةِ على تنفيذِ خططِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية، كما دعا السيد رئيس الجمهورية إلى تكاتفِ وتعاون كل دول العالم ووقوفِها صفا واحدا في مواجهة الإرهاب بكل صورِه وأشكالِه، وصولا إلى اقتلاعه من جذوره.
وأضاف “يشرفني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني جمهورية مصر العربية، ضيوفا كراما، وإخوة أعزاء، كما أتقدم بالشكرِ لكل الوفودِ العربية المشاركة في أعمالِ المؤتمرِ حول (الإرهابِ والتنميةِ الاجتماعية: أسباب ومعالجات)، تأكيدا لاهتمام مصر بموضوع المؤتمر الذى يعد أحد الموضوعاتِ الرئيسية، التى أصبحت تشغل الجميع بصفةٍ يومية وتؤثرُ على حياتِنا بوتيرةٍ متزايدة”.
كما توجهُ بالشكرِ إلى مجلسِ وزراءِ الشئونِ الاجتماعيةِ العرب على مبادرتِه بتنظيمِ هذا المؤتمرِ الوزاري، الذي من المنتظرِ أن يبحث في الأسبابِ الاجتماعيةِ التي تؤدى إلى الإرهاب، وكيف يمكنُ للتنميةِ الاجتماعيةِ أن تعززَ بشكل رئيسى جهودَ القضاءِ على تلك الآفة.
وتابع إسماعيل “إن جمهوريةَ مصرَ العربية عانتْ من الإرهاب منذُ عقودٍ من الزمن وشهدت أحداثا إرهابية عديدة”.
وأضاف “وقد اتسعتَ دائرةَ استهدافِه عالمياً لتشملَ المدنيينَ الأبرياء، فأصبحَ يستهدف المرأةَ والطفلَ والشيوخَ، ولقد تابعتم حضراتُكم أحداثَ الكنيسةِ المرقسيةِ الأخيرة، والهجمات الإرهابيةَ التى خلفت شهداء من القواتِ المسلحةِ ومن رجالِ الشرطة المصريين”.
وفي الإطار نفسه، أشار إلى جهودِ الحكومةِ المصريةِ للتعاملِ مع قضيةِ الإرهاب، خاصة منذ عام 2011، من حيث الإطارِ المنظِّمِ لعملياتِ المكافحة والأطر القانونيةِ التى تتعامل مع هذه القضية.
وقال رئيس الوزراء “هناك المادة 243 من الدستورِ المصري التى تتعاملُ مع الإرهابِ على أنه تهديد لأمنِ الدولة وأمن المواطنين، كما أصدرنا قانون الكيانات الإرهابيةِ في نوفمبر 2014، وأصدرنا قبله قانونَ مكافحةِ الإرهابِ، الذى يجعلُ سياساتِ المكافحةِ عمليةً منضبطةً وأكثر وضوحا”.
ولفت إلى استراتيجيةِ الدولةِ لمكافحةِ الإرهاب، والتى تهتم بتحليلِ السياساتِ المتعلقةِ بالتعاملِ مع الإرهابيين أنفسهم، والسياساتِ الخاصةِ بالتعاملِ مع المتضررين من الإرهاب، ومن عملياتِ مكافحةِ الإرهاب.
وأوضح أن الهدف من هذا هو الحيلولة دون تحوُلِ هؤلاءِ المتضررين إلى أعضاء في جماعاتِ الإرهابيين، أو أن تتحول محال وأماكن إقامتهم إلى بيئةٍ حاضنةٍ لهم، أو إلى هدفٍ سهل ٍ يمكنُ تحديده من قِبلِ الجماعات الإرهابية، هذا فضلا عن السياساتِ المتعلقةِ بتحصينِ المواطنين العاديين من الانضمامِ إلى التنظيماتِ الإرهابية، ولعل تطوير الخطاب الديني يمثل أحد دعائم هذه السياسات.
وأضاف “لقد حظى كل ذلك بتأييد مجتمعي وهو الأمر الذي تسعى في ضوئه الدولة المصريةُ للعمل على تضافر جميع قوى المجتمع مع الدولة للقضاء على تلك الآفة”.
وبين أن جهود مصر على المستوى العربى والدولى وفى كافةِ المحافلِ الإقليميةِ والدوليةِ تأتي “لتؤكدَ على تعاوُنِها وتنسيقِها المستمرين على كل الأصعدة، للقضاءِ على الإرهاب الذى بات يهددُ العالمَ أجمع، وطالت أذرُعُه الكثيرَ من الدولِ، ومجتمعاتٍ كانت لا تتوقعُ وصولَ العملياتِ الإرهابيةِ لها”.
وذكر رئيس الوزراء الحضور المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي نظمته وزارة الخارجية المصرية يومي 15 و 16 يناير الماضي في مدينة الإسكندرية، لافتا إلى أن القضاءَ على الإرهابِ يتطلبُ أعلى درجاتِ التنسيقِ الإقليمي والدولي.
وقال “لقد حرصتْ الحكومةُ المصريةُ على تبني مبادرةِ مجلسِ وزراءِ الشئونِ الاجتماعيةِ العرب بتنظيمِ هذا المؤتمرِ على أراضيها فى مدينةِ السلامِ (شرم الشيخ)، وبحضور ٍ مصري عالي المستوى من جميعِ الوزاراتِ والجهاتِ المعنيةِ وذاتِ الصلة، لنؤكدَ دعمَنا لهذه الجهودِ الطيبة”.
وأعرب عن أمله أن تسهمَ هذه الجهودُ بشكل فاعل فى القضاءِ على آفة الإرهاب.
وتابع إسماعيل “كما أثقُ أن مشاركةَ جميعِ الجهاتِ المعنيةِ فى الدولِ العربية ستكونُ رسالة مهمة باتحادِ العرب في مواجهة الإرهاب كل وفق مسؤولياتِه وبتسخيرِ كافةِ الإمكانياتِ التى تمكن المواطن العربى من العيشِ في أمان، ومن المضى قدما في مسيرة التنمية الاجتماعية”.
وفي ختامِ كلمته أعرب عن تمنياته بنجاح المؤتمر وأن تجدَ نتائجه وقراراته وتوصياتُه طريقَها إلى تحقيقِ ما نتطلعُ إليه من التصدي للإرهابِ، ومعالجةِ أسبابِه الاجتماعيةِ، واقتلاعِهِ من جذورِه، والتفرغِ لتنفيذِ خططِ التنميةِ الشاملةِ والمستدامة .
حضر الجلسة الافتتاحية عدد من الوزراء المصريين والعرب، فضلا عن محافظي جنوب سيناء، الأقصر، البحر الأحمر، إلى جانب ممثلين عن الأزهر والكنيسة المصرية، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية.
ويعقد المؤتمر بتنظيم مشترك بين الجامعة العربية ووزارة التضامن الاجتماعي في مصر وبمشاركة وزراء التنمية والشؤون الاجتماعية العرب ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ورؤساء المكاتب التنفيذية ورؤساء الدورات الحالية لمجالس العدل والداخلية والإعلام العرب.
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق