أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك جيدا المخاطر المتواجدة في الشرق الأوسط ، ولا سيما تلك التي تتعلق بالإرهاب، مشيرا إلى أن هذا الخطر لا يهدد الشرق الأوسط فحسب بل يمثل تهديا على العالم أجمع والذي بات يشعر بعواقبه الوخيمة.
وقال السيسي، خلال لقائه مع التلفزيون الروسي وأذيع مساء اليوم الخميس، إن هناك تعاونا وثيقا بين موسكو والقاهرة في شتى المجالات، لافتا إلى أن المسائل الرئيسية المدرجة على أجندة العلاقات “المصرية-الروسية” في تلك المرحلة الراهنة تتعلق بالتعاون الاقتصادي والتنسيق في مكافحة الإرهاب.
وأوضح السيسي أن خريطة التطرف والأنشطة الإرهابية في العالم “لن تنحصر بل إنها في تزايد”، مشيرا إلى أن الجهود التي تبذلها كافة الدول حتى الآن لم تكن بالفعلية المطلوبة.
وبين السيسي أن هذا الأمر يحتاج إلى استراتيجية عالمية ليس فقط من دول بعينها، ولكن من الدول كافة حتى يتمكن العالم من احتواء هذه الظاهرة.
ولفت إلى أن مواجهة هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على المواجهات الأمنية والعسكرية بل أيضا مواجهتها عن طريق الثقافة والاقتصاد والتعامل مع الدين في عقول المتطرفين.
وأشار السيسي إلى أن مصر تبذل جهود كبيرة في إطار تطوير قدراتها الاقتصادية من أجل توفير حياة كريمة للشعب المصري ، لافتا إلى أن هذا لن يحدث إلا من خلال التعاون وتنمية قدرة البلاد الاقتصادية .
وأضاف أن مصر تعمل – حاليا – على تنفيذ برنامج طموح في أسرع وقت ممكن بمشروع قناة السويس والذي يعد خطوة في مسار كبير لعمل بيئة مناسبة على هذا المحور وخلق اقتصاد قوي ليس فقط بمقدرات المصريين ولكن بالتعاون مع كافة الدول.
وتابع قائلا “نرحب بالشركات الروسية التي تعمل في محور قناة السويس، والمنطقة الصناعية المتواجدة في شرق بورسيعد والتي تطل على البحر المتوسط وقناة السويس” ، داعيا المستثمرين الروس وغيرهم من كافة دول العالم إلى الاستثمار في مصر ، ولفت إلى أن الحكومة المصرية ستقدم كافة التسهيلات الممكنة للمستثمرين أجمع.
وحول التعاون العسكري بين القاهرة وموسكو وإمكانية تطويره ، قال الرئيس السيسي إن البيئة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط تتعرض إلى إشكاليات كبيرة والمخاطر والتهديات لدول المنطقة بما فيها مصر كبيرة ، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد لا تستطيع القيادة إغفال التهديدات التي قد يتعرض إليها الأمن القومي المصري ولا سيما تعرض الدول المحيطة بمصر لأنشطة إرهابية مثل ليبيا وسوريا والعراق ودول آخرى.
وفي هذا الإطار ، قال السيسي “إن لم نكن قادرين على حماية أنفسنا ..فإن الخطر على مصر أكبر من أي دولة أخرى”.
وقال إن الجيش المصري لم ولن يدخل في مؤامرات ولا يعتدي على أحد ، مشيرا إلى أن السياسة المصرية مبنية على التوافق والعلاقات الرشيدة مع الجميع.
وحول مكافحة الإرهاب الدولي، قال السيسي “إن مصر منذ سنوات طويلة أول من حذرت من خطر الإرهاب وتناميه وتأثيره الضار على المجتمعات والأمن في العالم”، موضحا أن هذا الخطر يسبق أية أخطار أخرى ، ولابد من كافة دول العالم أن يكون لديها اقتناع بخطورة هذه الظاهرة وما تمثله من تهديد حقيقي على الأمن والسلم الدوليين.
ودعا الرئيس إلى تبني استراتيجية عالمية من أجل التعامل مع ظاهرة الإرهاب بكافة الوسائل الممكنة ليس فقط بالطرق الأمنية والعسكرية ، لافتا إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش أو التحالف العربي في اليمن غير كاف ، ولابد من تضافر الجهود الممكنة من دول العالم أجمع من أجل مكافحة المخاطر الناجمة عن الإرهاب.
وحول قناة السويس الجديدة ، قال السيسي إن قناة السويس كانت تسمح – من قبل – بمرور السفن بقوافل على مرحلتين ، وكانت السفن العملاقة لا يمكن لها أن تمر داخل القافلتين إلا بحد أقصى ثماني سفن ، أما ما تم فعله – حاليا – هو تقليل زمن العبور من 8 إلى 11 ساعة وعدم الانتظار القوافل ؛ ما يساعد على توفير الأموال فضلا عن تهيئة المنطقة المشرفة على القناة ، سواء كان البحر الأحمر في مدخل خليج السويس من ناحية الجنوب أو على منطقة بورسعيد من المدخل الشمال في البحر المتوسط ، لاستقبال صناعات مختلفة وجديدة من دول العالم .
وأكد أن هناك فرصة عظيمة للمستثمرين الروس وغيرهم للاستثمار في مصر ، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة جادة في تعاقداتها مع المستثمرين .
وتطرق الرئيس السيسي ، خلال حديثه للتلفزيون الروسي ، إلى الإجراءات التى تتخذها مصر من أجل تطوير قطاع السياحة واجتذاب السائحين إليها ، قائلا “إن مصر استقبلت خلال العام الماضي 5ر3 مليون سائح روسي وهو ليس بالعدد الكبير” ، مشيرا إلى أن توفير الأمن والاستقرار للسائحين هو أمر ضروري من أجل مضاعفة واجتذاب عدد أكبر من السائحين من مختلف أنحاء العالم.
وأضاف السيسي أن الدولة تبذل جهدا – أيضا – في زيادة المنشآت السياحية حتى يستفيد منها السائح القادم إلى مصر بالإضافة إلى توفير جميع وسائل الترفيه الممكنة .
وحول زيارة الرئيس للمعالم السياحية بموسكو ، قال السيسي إنه لم يتثن له زيارة المعالم السياحية بالمدينة على الرغم من أنها الزيارة الثالثة لموسكو، موضحا في الوقت نفسه أن جولته داخل الكرملين أعطته الفرصة لمعرفة التاريخ الحديث لروسيا .
وعن ارتداء الزي العسكري خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة ، أوضح السيسي أن ارتداءه هذا الزي يمثل رمزا للافتتاح وتقديرا للمؤسسة التى ساهمت في الحفاظ على مصر وتنميتها ، ويعد بمثابة تحية وتقدير لهم.
واختتم السيسي حديثه قائلا إن السلطة مسئولية أخلاقية وإنسانية ووطنية ودينية تجاه مجموعة من البشر ، موضحا أن تحقيق التوازن بين جميع المثاليات هذه هي الأشكالية الأكبر فيها.
المصدر: حوار بث على التلفزيون المصري
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق