شهدت مكتبة الإسكندرية أمس في إطار الفعاليات الثقافية لمعرضها الدولي للكتاب، ندوة بعنوان “الاحتفال بمرور مائة وخمسين عامًا على إنشاء البريد المصري”، تحدث فيها كل من الدكتور خالد عباس؛ نائب رئيس الهيئة القومية للبريد، والأستاذ حسن عيسي، مدير عام منطقة بريد الإسكندرية، والأستاذ أحمد عبد الحليم رئيس قطاع غرب الدلتا بهيئة البريد المصري، وأدارها محمود عزت رئيس وحدة العلاقات الثقافية والدعم المعلوماتي بمكتبة الإسكندرية.
وقال محمود عزت إن مكتبة الإسكندرية تنظم تلك الاحتفالية لإدراكها الدور التاريخي الهام للبريد المصري، الذي يعد بحق واحدًا من أقدم مؤسسات مصر وأعرقها، لذا خصصت ذاكرة مصر المعاصرة قسمًا يقدم تأريخًا وتوثيقًا للبريد المصري بدءًا من فترة حكم محمد علي باشا وحتى نهاية فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981.
وأشار عزت إلى وجود بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية وهيئة البريد المصري، وكان إصدار مكتبة الإسكندرية لكتاب “تاريخ البريد في بر مصر” للباحث عبد الوهاب شاكر هو أول نتاج لهذا التعاون،مضيفًا أن هيئة البريد المصري قامت برعاية شحن أول مائة كتاب عربي إلى ليتوانيا، في إطار المشروع الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية لإنشاء أول مكتبة عربية في دول بحر البلطيق، ويشارك فيه عدد من الدول العربية.
وفي كلمته، أشاد الأستاذ حسن عيسى بكتاب “البريد في بر مصر” ، كما توجه بالشكر لمؤلفه الباحث عبد الوهاب شاكر، مشددًا على أهمية الكتاب الذي يؤرخ للبريد المصري من عهد الفراعنة ويقدم توثيقًا للبريد المصري في جميع العصور ويتناول عدة محاور منها اهتمام الحاكم بالبريد، وعمال البريد، والطرق التي يسلكونها، وغيرها من الموضوعات.
وعن البريد في الإسكندرية، لفت عيسى إلى وجود 2300 موظف خدمات بريدية، ومليون و100 ألف خطاب صادر ووارد في الإسكندرية شهريًا، كما أن البريد يقدم خدمات صرف المعاشات إلى 250 ألف مواطن.
ومن جانبه، أكد الأستاذ أحمد عبد الحليم؛ رئيس قطاع مناطق بريد غرب الدلتا، أن الهيئة أصبحت صرح عملاق يساهم في تنمية الاقتصاد المصري، مبينًا أن الهيئة تتطلع إلى المزيد من التعاون المثمر مع مكتبة الإسكندرية.
وأوضح أن الهيئة تعمل حاليًا من خلال رؤية محددة على تطوير خدماتها من خلال التركيز على الموارد البشرية، العملاء، والتكنولوجيا،مؤكدًا أن الهيئة تطمح إلى رفع مستوى الكفاءة والتحفيز من خلال سياسة التنمية البشرية والتدريب ونظام الحوافز الذي يركز على الإنتاج.
وفي كلمته، قال الدكتور خالد عباس إن الهيئة القومية للبريد تشهد حاليًا موجة جديدة من التغيير الشامل تحت رعاية المهندس خالد نجم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتي تقوم على تطوير المكاتب، تحديث الخدمات من النظام اليدوي إلى النظام الآلي، وتدريب العاملين.
وأشار إلى أنه في إطار الاحتفال بمرور 150 عامًا على إنشاء البريد المصري، فإن الهيئة ستتيح للمواطنين ابتداء من الشهر القادم خدمات الحوالات والتوفير من أي مكتب دون التقيد بمنطقة معينة.
وأضاف أن الهيئة تشهد موجة جديدة من التطوير من خلال تنفيذ 16 مشروعًا جديدًا في الفترة المقبلة، ومنها تنمية المورد البشري، حيث تم رفع ميزانية التدريب من أربعة ملايين جنيهًا إلى سبعة ونصف مليون جنيه، كما تعمل الهيئة على استحداث هيكل تنظيمي جديد، ورسم صورة ذهنية جديدة للهيئة، وتأمين وسائل النقل للمكاتب الرئيسية من خلال تزويد السيارات بأجهزة إنذار و GPS.
وأشار إلى أن الهيئة بصدد تنفيذ مشروع “العنونة” والذي يقسم جميع مناطق الدولة إلى أمتار ويعطي لكل متر رقم بريدي خاص بها، كما أنها تعمل على تطوير مراكز الحركة ومناطق التوزيع، وتطوير نظام مركز الاتصال call center، بالإضافة إلى توسيع منافذ الخدمة لإمكانية ربطها بماكينات ATM.
وقال إن الهيئة القومية للبريد تغطي كل المناطق المأهولة في مصر، فهي تحقق انتشار أفقي ورأسي من خلال أربعة آلاف مكتب بريد و145 مركز توزيع وخمسة آلاف خط سير للموزعين.
ولفت إلى أن الهيئة تقدم خدمات متنوعة للمواطنين، ومنها الخدمات البريدية، التي تتضمن توصيل الخطابات والطرود والبريد السريع وغيرها؛ والخدمات المالية كخدمة دفاتر التوفير التي يستفيد منها 23 مليون عميل بلغت ودائعهم 140 مليار جنيه، وخدمة الحسابات الجارية التي استحدثت في عام 2003، وخدمة التحصيل والإخطار.
وأضاف أن الهيئة تقدم أيضًا خدمات مجتمعية كخدمة المعاشات وشباك الأسرة وسداد فواتير التليفونات ومصاريف طلبة الجامعة وغيرها، بالإضافة إلى الخدمات الحكومية كتحصيل الضرائب والجمارك وصرف الأذونات الحكومية وغيرها.
وقال إن البريد المصري يحقق تواجد ثقافي واجتماعي في المجتمع المصري ويساهم في تنمية المجتمع، فهو يخدم كل المناطق الجغرافية ويصل إلى القرى والنجوع، كما يخدم كل الشرائح العمرية،مضيفًا أن البريد يساهم بشكل إيجابي في المجال الاقتصادي، إذ يحقق الدمج المالي للمواطنين الذين ليس لديهم حسابات في البنوك، كما أنه يتمتع بالاستقرار المالي والاستقرار القانوني والإداري.
وأوضح أن البريد المصري يواجه مجموعة من التحديات، إلا أن الهيئة تتجه حاليًا إلى تطوير التكنولوجيا المستخدمة، والاعتماد على التعاون التنافسي الذي يعد توجه عالمي، وترويج نماذج جديدة للإدارة الرشيدة المعتمدة على التنويع والابتكار، واستخدام أدوات ومعدات صديقة للبيئة، واستغلال الفرص الواعدة المتاحة في السوق والتي تستحدث بشكل مستمر، وتحقيق الاستفادة القصوى من تكنولوجيا المعلومات.
اخبار
0 التعليقات:
إرسال تعليق