في الوقت الذي تزايدت فيه المخاوف الدولية من انتشار وباء «إيبولا» الذي تفشي في غربي إفريقيا، واتجاه بعض الدول لفرض تدابير للحجر الصحي، قلَّلت وزارة الصحة والسكان من احتمالية انتقال الفيروس لمصر، واستبعدت فرض إجراءات استثنائية بالمطارات.
وقال الدكتور عبدالعاطي عبدالعليم، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الوقائية بوزارة الصحة، إن مصر لا توجد بها خطوط طيران مباشرة مع الدول المصابة بالفيروس، وهي سيراليون وليبيريا وغينيا، وبالتالي لا توجد حاجة لفرض إجراءات الحجر الصحي بالمطار حاليا.
وأضاف أن قطاع الطب الوقائي وفَّر مجموعة من الإرشادات الوقائية لكيفية التعامل مع المرض، وأرسل نسخا منها لمستشفيات الحميات، وأطقم الطيران لتوضيح كيفية التعامل مع الفيروس، مع التنبيه على القادمين «ترانزيت» من إحدى الدول الحاملة للفيروس، بسرعة التوجه لأقرب مستشفى حميات حالة ظهور أعراض الإصابة، ومنها ارتفاع درجة الحرارة ونزيف داخلي وآلام بالعضلات .
ويؤدي الفيروس، في غضون أيام، إلى «حمى نزفية» يليها تقيؤ وإسهال، ولا يوجد لقاح للمرض الذي تبلغ نسبة الوفيات به بين 25 و90% بين البشر، وينتقل هذا الفيروس بالاتصال بالمباشر مع الدم أو السوائل الحيوية أو أنسجة الأشخاص أو الحيوانات المصابة.
فيما قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إن الفيروس، الذي تسبب في وفاة أكثر من 670 شخصا في غرب إفريقيا منذ بداية 2014، يتفشى بشكل غير مسبوق وخارج عن السيطرة، وأن هناك خطرا حقيقيا مع تزايد احتمالات انتشاره في بلدان جديدة.
وتسبب الفيروس في وفاة مسافر بنيجيريا، بعدما وصل إلى لاجوس بالطائرة من مونروفيا عبر لومي، ما دفع شركتي طيران أفريقيتين إلى وقف رحلاتهما إلى ليبيريا وسيراليون، كما دفع الوضع منظمة الطيران المدني الدولي إلى التشاور مع منظمة الصحة العالمية، لكن بدون اتخاذ أي تدابير فورية.
وعلى المستوى الدولي، دُعي في لندن إلى عقد اجتماع أزمة على مستوى وزاري بخصوص هذا الوباء، الذي اعتبره رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، بمثابة تهديد خطير للغاية.
فيما حذرت السلطات البريطانية أجهزة التفتيش على الحدود وموظفي المطارات من أعراض هذا الفيروس، ودعت الأطباء إلى الحيطة والحذر، خاصة أن فترة حضانة المرض يمكن أن تصل لنحو 20 يوما.
وأعلنت المفوضية الأوروبية، من جهتها، تقديم مساعدة إضافية بقيمة مليوني يورو، للسعي إلى احتواء الفيروس، ما يرفع قيمة مساعدتها الإجمالية إلى 3.9 مليون يورو.
وأعلنت السلطات الصحية في هونج كونج، أنها ستضع في الحجر الصحي كتدبير احترازي، أي مسافر من غينيا وسيراليون وليبيريا تظهر عليه أعراض الحمى، وقال المسؤولون الصحيون هناك إن فحوصا أجريت على سيدة وصلت من أفريقيا تعاني من حمى وتقيؤ، لكن تبين أنها سلبية.
فيما أعلنت فرنسا أنها في حالة تعبئة منذ بداية الأزمة، لتقدم للبلدان المعنية أي دعم تقني وخبرة من أجل احتواء الوباء، وأوضحت وزارة الخارجية أنها تدعم مشروع مختبر متحرك يسمح بتشخيص أقرب ما يكون للبؤر الناشطة وفي ظروف أمنية مناسبة.
اخبار
0 التعليقات:
إرسال تعليق