Slide # 1

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 2

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 3

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 4

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

Slide # 5

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع اقرء المزيد

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

رسم تخطيطي يبدو للوهلة الأولى وكأنه خاص باختراع هام لجهاز حديث قد يغير الكثير، لكن بتدقيق النظر في الشرح التفصيلي المصاحب للرسم، لن تقرأ العين عن مكونات الجهاز إلا هذه التفاصيل «لاصق عريض، كعب زجاجة مياه فارغة، ورقة بيضاء، جانب من كرتونة مياه معدنية، حتة سلكة، كعب زجاجة مياه فارغة»، حسبما أظهرت ورقة تداولها نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي.


ليس الاختراع جهازًا معقدًا أو حديثًا، بل هو زجاجة وورقة تحولا إلى حامل أدوات وسلة مهملات للاستعمال الشخصي.. وبالتالي، هو ليس اختراعًا، هو شئ لا يحمل نفعًا أو أهمية للبشرية، ربما يكون محقًا من يعتبر هذا الرأي صوابًا.. الاختراع ليس معقدًا مُحتمل، بسيط ربما، لكنه هام جدًا لصاحبه، السجين.


من زنزانة في سجن الحضرة خرج الرسم التوضيحي للاختراع سالف الذكر، بعد أن لجأ إليه شريف فرج، المعيد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية والمعتقل منذ أواخر نوفمبر الماضي، كوسيلة ربما تكون الوحيدة لحفظ متعلقاته داخل محبسه، فكما دون هو بخط يده تحت رسم اختراعه «الحاجة أم الاختراع»، ولا توجد حاجة أقسى من السجن.


شريف فرج، لمن لا يعرفه، معيد بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، ومحبوس على خلفية اتهامه بـ«الانضمام لجماعة محظورة (الإخوان)، والترويج بالقول والكتابة لتحقيق أغراض الجماعة، وممارسة العنف والبلطجة، والتجمهر»، كما تم اتهامه بـ«القتل العمد، وإتلاف وتخريب ممتلكات، والشروع في سرقة بنك يومي 14 و 16 أغسطس الماضي»، وللمفارقة، فإن حفل خطوبة شريف كان يوم 15 أغسطس، أي بين يومي ارتكاب «جريمة السرقة» المزعومة.


في الزنزانة، لم يخترع شريف فقط، بل نال درجة الماجستير أيضًا، فيما يمكن أن يمثل بالنسبة له نجاح مختلس تأخر عن موعده المحدد، فقد سبق مناقشة الرسالة في موعدها مداهمة الشرطة لمنزله الكائن بحي سيدي بشر بيوم واحد وألقت القبض عليه، لترفض النيابة بعدها التصريح بخروجه ولو لساعات لمناقشة الرسالة لأن يوم المناقشة نفسه كان الذي أمرت فيه بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.


مثلما تغلب «شريف» على الحاجة بزجاجة بلاستيكية وأوراق، تغلب على ظلمات حوتها حيطان الزنزانة الأربع، وواصل التحضير لمناقشة رسالة الماجستير التي تدور حول «التوجه التكنولوجي في العمارة»، إلى أن تمكن من مناقشتها بالفعل وحمل لقب مدرس مساعد، من داخل قاعة مكتبة سجن الحضرة، مطلع مارس الماضي، في حدث اقتصر على الأساتذة وحرس السجن، دون الأهل والأصدقاء.


«شريف» الذي من المفترض أنه عُرض، الثلاثاء، على غرفة المشورة مع معتقلين آخرين، اعتاد مؤخرًا كتابة رسائل عن حاله داخل الزنزانة، ففي مارس الماضي، أراد التأكيد على الهدف والقضية بقوله «ليست القضية في شخصي، وإنما القضية في عدالة غائبة» وذلك في رسالة حملت عنوان «100 يوم من العزلة» كتبها بعد مرور 100 يوم على حبسه احتياطيًا.


في هذه الرسالة كان مما كتبه «شريف»: «هكذا يمر اليوم الـ100، لا أعرف إلى الآن لماذا أنا هنا ؟! لا دليل واحد على قتلي 34 شخصًا أو سرقة بنك أو تحريض على قتل أو ما يتبع من اتهامات جاوزت الـ 14 تهمة في قضية واحدة، فأنا من الخطورة أحمل قضيتين لا واحدة، قضيتين بنفس التهم فى يومين مختلفين، اليوم الذي يسبق خطبتي واليوم الذى يليه».


رسالة أخرى كتبها «شريف»، الذي كان يومًا ما ممثلاً لمعيدي والمدرسين المساعدين بالجامعات المصرية في المجلس الاستشاري لوزارة التعليم العالي، طالب فيها محبيه والمتعاطفين عن قضيته باتخاذ إجراءات عملية لتفعيل مطلب الإفراج عنه، لأنه «يحب الحرية مثلهم»، هؤلاء الذين طالبهم بعدم الاكتفاء بـ«الدعاء والأحلام»، قائلاً إنها تليق أكثر بهم بالسجناء «المظلومون بلا أستار بين ربهم والنوم والأحلام».


افترض شريف، في رسالته، أن السجناء «لا يملكون إلا الدعاء» وربما لم يتنبه إلى أنهم يملكون الخيال، الذي دفعه وهو واحد منهم للاختراع، وأنهم مازالوا يتمتعون بإرادة، لم تتجل فقط في مناقشته للماجستير من داخل الزنزانة، بل أيضًا في استطاعة زميله في نفس السجن «الحضرّة» الروائي والشاعر عمر حاذق، مناقشة روايته الجديدة «لا أحب هذه المدينة».


على الرغم من المصاعب، ناقش «عمر»، المسجون عامين عقوبة مشاركته في وقفة احتجاجية أمام المحكمة أثناء محاكمة قتلة خالد سعيد، روايته، وبعث من محبسه رسالة تتلى على حضور الحفل، وتقول بوجود رغبة في الحياة والإبداع، وإن كانت محاطة بجدران زنزانة.





0 التعليقات:

إرسال تعليق