قال ميخائيل جورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفييتي السابق، الخميس، إنه يأمل في استعادة مصر لعافيتها.
وأضاف «جورباتشوف»، في حوار أجرته صحيفة «الحياة» اللندنية معه، أن «الأوضاع في مصر اتخذت منحى لم أكن أرغب في أن أراه»، في إشارة منه لما تعيشه دول عربية من أوضاع غير مستقرة بسبب ما شهدته من ثورات.
وأضاف: «نحن في روسيا كنا نأمل بأن تكون البلاد (مصر) على الطريق الصحيح، لكننا رأينا أيضاً بعض التظاهرات الصعبة التي أدخلت البلاد في دائرة الخطر، ونأمل بأن تستعيد مصر عافيتها، وأن تنطلق من جديد».
وتابع: «نحن لا نريد من القوى العظمى أن تتمركز حول البلدان التي تشهد أوضاعًا غير مستقرة، وإذا أرادت المساعدة فعليها أن تقوم بذلك على أساس المبادئ والقيم الدولية، وبطرق سليمة مشتركة، وأن تضع القليل من المبادئ التي تستند إلى أساليب ذكية جدًا».
وبسؤال «جورباتشوف»، الذي يصل عمره لـ83 عامًا، عن رؤيته لوضع روسيا، خصوصاً في ظل محاولات رئيسها فلاديمير بوتين استعادة دور الاتحاد السوفييتي السابق، أجاب: «أعتقد أن بوتين عمل بقوة لاسترجاع الدور الدولي الأساسي لروسيا، وأعتقد أنه قام بتحقيق الكثير من الإنجازات، وأن عليه الاستمرار، على رغم أن بعض الناشئة لا يقرّون بهذا النجاح، وبعضهم يشكك بروسيا، ولا يعجبهم دورها، ولهم حرية الرأي وما يقولونه وإن كان خطأ، فإن روسيا تريد أن تبني علاقة إيجابية وطيّبة مع جيرانها ومع المجتمع الدولي».
في الوقت نفسه، أعرب عن حنينه إلى الاتحاد السوفييتي، موضحًا: «أحن إلى أي حركة باتجاه اندماج أكثر وتحرك أكبر، وتعاون أعظم بين دول الاتحاد السوفييتي السابق».
وأضاف: «بالنسبة إلى تلك الدول، مثل روسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وأوكرانيا، فإنها كانت تريد أن تنشئ اتحاداً مالياً واقتصادياً، وقمنا وقتها بجمع أكثر من 70 في المئة من الأوراق والمستندات اللازمة التي لا بد منها للبدء بذلك المشروع. لكن، بعد ذلك، خرجت أوكرانيا عن هذا الاتفاق».
وتابع: «لو تمكنت هذه الدول الأربع من الحفاظ على هذا الاندماج لاستطعنا أن نؤدي أكثر من 80 في المئة من النجاح في خدمة هذا الاتحاد، لكن، لا تزال روسيا البيضاء وكازاخستان وأوكرانيا قريبة جداً من روسيا، والصلات بينها قديمة جدًا».
واختتم: «بعدها أُريدَ إنشاء اتحاد على مستوى الجمارك بدلاً من الاتحاد الاقتصادي، بالشراكة بين ثلاث دول، هي روسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان، واستفادت روسيا من هذا الاتحاد أيضاً، وكانت هناك دول أخرى ترغب في الانضمام إلى هذا التكتل، لكن المشكلة التي حصلت – وأنا أقول رأيي بكل صراحة – أن الاتحاد الأوروبي استعجل وبسرعة كبيرة جداً امتصاص هذه الدول، ما أحبط محاولة إنشاء الاتحاد، ووضع هذه الدول في مواجهة مشكلات كبيرة في الوقت الراهن».
0 التعليقات:
إرسال تعليق