عاشت مدينة دسوق بكفر الشيخ ليلة أمس واحدة من أندر الليالى التى تمر بها المدينة ذات السمة الدينية خلال إحياء مولد العارف بالله إبراهيم الدسوقى، حيث التف الآلاف حول المنشدين الدينيين أمام مسجد الدسوقى، وكذلك بجوار نادى دسوق الرياضى بشارع الغفران وسعد زغلول والميدان الإبراهيمى، حتى أنك لا تجد موضع لقدم، قادمين من جميع محافظات مصر للاحتفال بالليلة الختامية.
وشهدت المدينة زحاما شديدا بعد توافد الآلاف للاحتفال بالمولد، ولم تشهد المدينة أى ارتفاع فى الأسعار، لا فى المواصلات ولا فى السلع التى توفرت بكثرة فى أول مرة منذ عشرات السنوات.
ونصبت الطرق الصوفية الدسوقية والشاذلية والرفاعية وغيرها من الطرق المتعددة الخيام والسرادقات فى الشوارع لتقديم الطعام والشراب للرواد، بالإضافة لتقديم الابتهالات والتواشيح الدينية وقصائد المتصوفة فى حب الرسول وآل البيت.
كما تواجد المئات بالحديقة أمام مسجد الدسوقى وافترش الرجال والنساء والأطفال أرضية الحديقة لتناول الحلوى والفول السودانى وغيرها من أطعمة الموالد.
وتواجد الباعة بكثافة عارضين الألعاب المتعددة الأنواع والألوان، كما علقت صور الفريق السيسى على عدد من الخيام بجوار صور الزعيم جمال عبد الناصر.
وشهدت مدينة دسوق تشديدات أمنية وتواجد اللواء أمجد عبد الفتاح مدير إدارة البحث الجنائى والعميد حسام الباز مفتش الأمن العام والعميد سيد سلطان مدير فرع غرب كفر الشيخ، وعدد من القيادات المتعددة فى المدينة لضمان ضبط الأمن.
وفى مشهد روحانى التف الآلاف حول المشايخ والمداحين يتمايلون على أبيات الشعراء التى تمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم له إبراهيم وآل بيته الكرام رضى الله عنهم.
وقال محمد حسنين الذى جاء من محافظة سوهاج لإشباع جوعه الروحى: "جئنا من الصعيد لنكون فى مولد العارف بالله إبراهيم الدسوقى ونحن متواجدون فى كل الموالد فى كافة أنحاء الجمهورية، لأن حب آل بيت رسول الله واجب علينا، أما من يحاربوننا فالله يهديهم لأنهم لا يعلمون شيئاً".
وولد سيدى إبراهيم الدسوقى بمدينة دسوق فى الليلة الأخيرة من شهر شعبان سنة 633 هـ، وتفقه على مذهب الإمام الشافعى، وكانت له علاقة بالصوفية منذ صغره، كذلك تأثر بأفكار سيدى أبو الحسن الشاذلى وتولى منصب شيخ الإسلام فى عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى.
يُقام للدسوقى احتفالان سنويان، أحدهما فى شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبى، والآخر فى شهر أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، حيث يزور مسجده الكائن بقلب مدينة دسوق مئات الآلاف من أبناء الطرق الصوفية خلال أسبوع من داخل مصر وخارجها، ولذلك أصبحت المدينة عضوا فى منظمة العواصم والمدن الإسلامية.
وتوفى الشيخ الدسوقى سنة 676هـ أى عاش من العمر 43 سنة، ودفن فى مسجده المشهور بدسوق.
وانتشرت طريقة أبا العينين فى مصر والسودان خصوصاً، بجانب بعض الدول الإسلامية والأوروبيّة، وتفرعت من طريقته العديد من الطرق الأخرى، ومن أكبر هذه الطرق "الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية"، التى ظهرت بعد انتقاله على يد الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى، الذى خلف من بعده لمشيخة الطريقة ابنه الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى الذى خلفه الشيخ محمد إبراهيم.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق