أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، اليوم الثلاثاء، أن الطاقة تعد أحد أهم محاور الموضوعات بالنسبة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، ورغبتهم في مزيد من التعاون من خلال توقيع العديد من المذكرات لاستغلال ونقل الغاز الطبيعي.
ووجه أناستاسيادس، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس اليوم بقصر الاتحادية، الشكر للرئيس السيسي، على حسن الضيافة والتنظيم الرائع لمؤتمر القمة السابع الذى يبرز آلية التعاون الإقليمي، بهدف تحقيق رؤية من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة بشكل أوسع.
وشدد الرئيس القبرصي على رغبة الدول الثلاث في تعزيز التعاون الثلاثي، مضيفا “الفرصة أتيحت لنا اليوم من خلال حوار جوهري، أن ندرس المزيد من الطرق في التعاون بيننا، إذ نتبنى إعلان القاهرة الذي يعد المرجعية بالنسبة لأولوياتنا، وندعو إلى مشاركة القطاع الخاص في هذا التعاون من خلال توقيع مذكرة تفاهم مشترك لتشجيع الاستثمارات في البلدان الثلاث”.
وأشار إلى أن توقيع اتفاقية “منع الازدواج الضريبي”بين مصر وقبرص، ينم على الرغبة الخالصة للحكومتين من أجل مزيد من توطيد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، معربا عن تطلعه إلى توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية والمعهد الدبلوماسي المصري لمزيد من التأهيل بالنسبة للدبلوماسيين.
وأوضح أنه خلال مشاورات اليوم، تمت مناقشة التقدم الذي حدث بالنسبة لآلية التعاون الثلاثي في مجال الدفاع والأمن والطاقة والمغتربين وحماية البيئة.
ودعا الرئيس القبرصي، المجتمع الدولي، إلى بذل الكثير من الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وقال الرئيس القبرصي أناستاسيادس، إن الممارسات التركية غير مقبولة وإن التنقيب في مناطق تحت سيادة الجمهورية القبرصية، لا يلوث المناخ فقط ولكنه اعتداء صارخ على الحقوق السيادية للجمهورية القبرصية وعلى القانون الدولي.
وأكد أناستاسيادس، أن قبرص بصدد استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة حتى يتم إيقاف الاعتداءات التركية، وألا يكون هناك أي عرقلة لتطبيق الحقوق السيادية من جانب الجمهورية القبرصية.
ونوه الرئيس القبرصي، إلى أن الجمهورية القبرصية تبذل جهودا كبيرة في منطقة شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط، لتنسيق الجهود في مجال التغيرات المناخية من خلال الدراسة من جانب الأخصائيين لوضع الحلول العملية القابلة للتنفيذ من أجل مصلحة المواطنين.
وقال إن اجتماع اليوم يتم في ظروف خاصة في منطقة شرق البحر المتوسط، معربا عن قلقه البالغ بالنسبة للأوضاع في ليبيا وسوريا فضلا عن القضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة الحفاظ على استقلال ووحدة أراضي هذه الدول وإقامة دولة فلسطينية، مع ضمان أمان الفلسطينيين والإسرائيليين في إطار الاحترام الكامل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأوضح أناستاسيادس، أنه تمت مناقشة موضوع تدفقات الهجرة غير الشرعية، وما ينتج عنها من آثار اقتصادية، مؤكدا وجود مجال للتعاون يتعلق بالمواطنين المغتربين من الدول الثلاث الذين يعيشون في بلاد أخرى، وذلك في إطار نشاطات مشتركة ضمن برنامج العودة إلى الجذور.
وأكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، أن التعاون الذي تقرر بين الدول الثلاث في مجال الطاقة، يعتمد على المبدأ الرئيسي في أن استخراج موارد الطاقة من الممكن أن يلعب دورا حاسما في التعاون الإقليمي، مما يساهم في رخاء واستقرار منطقة شرق البحر المتوسط.
وقال إنه تمت التأكيد على ضرورة تعميق علاقات مصر مع الاتحاد الأوروبي، بما يؤدي إلى التزام استراتيجي وثيق ليعود بالفائدة المتبادلة لشعوبنا، منوها بأن الدول الثلاث بمواقفها، تعد شريكا هاما للاتحاد الأوروبي وعاملا ضروريا للاستقرار في مجالات الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب ووقف تدفقات الهجرة غير الشرعية.
وأضاف أناستاسيادس “الرغبة والإرادة السياسية لتعميق تعاوننا هي شيء بديهي قد أثبتناه مرة أخرى من خلال لقاء اليوم، وبدون شك فإن الخطوة التالية بشأن إنشاء أمانة دائمة في قبرص، سوف تساهم في مزيد من تقوية الشراكة بيننا وأيضا النشاطات التي نقوم بها”.
وشدد على أن التصرفات غير المقبولة والأحادية من جانب تركيا، تشكل تهديدا على الاستقرار والسلام والأمن في هذه المنطقة (شرق البحر المتوسط)، مضيفا “نحن على يقين أنه في هذه اللحظات الحرجة سوف نلقى الدعم – الذي نلقاه بالفعل – بالإضافة إلى وحدة موقف الاتحاد الأوروبي، حتى تتم استعادة تطبيق القانون الدولي، لأنه من غير المقبول في القرن الحادي والعشرين أن بلدا يعتقد أنه من الممكن أن يلجأ إلى دبلوماسية المدافع دون أن يتحمل آثار هذا الاختيار”.
وأعرب الرئيس القبرصي، في ختام كلمته، عن امتنان شعبه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، على دعمهم للجمهورية القبرصية تجاه التهديدات التركية، كما هو وارد في الإعلان الذي يدين بشكل قاطع التصرفات التركية، ويطالب بالوقف الفوري واحترام الحقوق السيادية للجمهورية القبرصية، وأيضا ميثاق اتفاقية الأمم المتحدة بالنسبة لقانون البحار.
وأكد امتنان الجمهورية القبرصية حكومة وشعبا، على الدعم المتواصل من قبل مصر واليونان، لإيقاف الاحتلال وإعادة وحدة قبرص بطريقة تضمن بشكل قاطع استقلالها وسيادتها وأمانها، بعيدا عن أي ارتباطات خارجية وقوات خارجية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق