شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأربعاء إطلاق مبادرة “حياة كريمة” لدعم الأسر الأكثر فقراً ضمن أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الوطني السابع للشباب، المقام بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشارالمشاركون في المبادرة من الشباب ، خلال جلسة إطلاق مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي (حياة كريمة لدعم الأسر الأكثر فقراً) ضمن أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الوطني السابع للشباب ، إلى أن المبادرة قائمة بالفعل وتعمل على سد الفجوة التنموية بين القرى والاستثمار في تنمية الإنسان وإشعار المجتمع المحلى بفارق إيجابي بمستوى حياتهم.
وأوضح المشاركون في المبادرة أنه يتم تقسيم القرى إلى ٣ فئات حسب نسبة الفقر في هذه القرى بالإضافة إلى استهداف الأسر الأكثر احتياجا والأيتام وذوي الاعاقة ، وقد تم العمل بالتعاون مع الشركاء من الشباب المتطوعين والمرسسات الحكومية ووزارات التضامن والتخطيط والهيئات الأهلية.
وأفادوا بأنه تم وضع آلية للرصد والمتابعة لتنفيذ المبادرة بشكل دوري ورصد ردود أفعال المواطنين ونقله للجهات المعنية وإيصال المقترحات المتعلقة بتفعيل المبادرة وتجميع البيانات ووضعها أمام متخذي القرار..مشيرين إلى أن المبادرة شملت أعمال النظافة وتطوير وتحديث المنازل وإرسال حملات طبية للقرى والأدوية والأمصال وتحديث جودة مياه الشرب وتوصيل مياه الشرب والصرف الصحي ورفع كفاءة المدارس وإقامة مدارس جديدة.
ودعوا إلى مزيد من المشاركة المجتمعية الفعالة للإسهام في حل مشاكل وتحسين مستوى المعيشة في القرى الأكثر فقراً ، كما دعوا إلى أن تكون سنة 2020 سنة المشاركة المجتمعية لحشد جهود المواطنين والمنظمات الأهلية في هذا الصدد.
ومن جانبه .. قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي إن مبادرة حياة كريمة تأتي بالتوازي مع إجراءات الاصلاح الاقتصادي في مصر ، مضيفا إن الدولة عملت على تغيير وجه المناطق غير الآمنة ونقل حوالي مليون أسرة إلى مناطق آمنة ، لافتا إلى أن المشكلة في الريف أكثر تعقيدا وعدد سكان الريف في مصر يصل إلى 35% من إجمالى تعداد السكان.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه مع تولي الرئيس السيسي السلطة في عام 2014 كانت نسبة خدمة الصرف الصحي في الريف تغطي 10% فقط ارتفعت حاليا إلى 35% ولكن لايزال 65% من سكان الريف في حاجة إلى إدخال خدمة الصرف الصحي وهو ما يتطلب مصادر تمويل كبيرة.
وأوضح مدبولي أن الرئيس السيسي أكد أنه لا يمكن ترك المواطنين في القرى الأكثر فقرا 10 سنوات حتى يشعروا بتحسن في حياتهم وبالتالى فإن مبادرة حياة كريمة تؤكد مساندة الجميع للقرى الأكثر فقرا بتكاتف القطاع الخاص والمجتمع المدني مع جهود الدولة..منوها بتوجيهات الرئيس بتحقيق التكامل والتنسيق لتغيير وجه الحياة في القرى التي يتم العمل بها.
ومن جانبها..قالت وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد إن هذه المبادرة تأتي تجسيدا لرؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 في إطار من التشاركية المجتمعية، لافتة إلى أن مصر حققت معدلات نمو غير مسبوقة على مدى ال11 عاما الماضية، مؤكدة ضرورة توزيع ثمار هذا النمو ليستفيد منع أكبر عدد من شرائح المجتمع.
وأضافت هالة السعيد : إن حجم استثمارات الدولة المصرية وصل إلى 9ر2 تريليون جنيه توجه إلى بناء الإنسان المصري من خلال تعليم وصحة ومراكز الشباب وبرامج التدريب بزيادة 195 % في هذا المحور بالاضافة الى استثمارات لتحسين جودة حياة المواطن في قطاع مثل الطرق والكهرباء والصرف الصحي وتشجيع الاستثمار الأجنبي من خلال توفير بنية أساسية متطورة.
ولفتت الى انخفاض معدل البطالة من 14 إلى 1ر8% وبالتالي مصر هي أقل دول المنطقة من حيث معدلات البطالة، مشيرة إلى أن مبادرة حياة كريمة تتضمن أيضا توفير فرص عمل للحد من الفقر وأيضا الحد من الفقر متعدد الأبعاد، بمفهومه الجديد من حيث مستوى التعليم والخدمات الصحية ونوع التوظيف ومستوى التضخم وحجم النمو السكاني أيضا التوزيع الجغرافي.
وأشارت إلى ضرورة إدماج القطاع غير الرسمي الذي يمثل 40% من إجمالى ناتج مصر في الاقتصاد الرسمي .. قائلة : “إننا نسعي لتحفيز هذا القطاع بوضع حزمة من الحوافز والاعفاءات الضريبية والتمويل لهذا القطاع”.
وأضافت هالة السعيد : إن التضخم انخفض من 34% إلى 9ر8 % .. محذرة من أثر النمو السكاني المرتفع على ارتفاع نسب الفقر حيث يزيد عدد السكان 5ر2 مليون مواطن سنوياً.
وكلف الرئيس عبدالفتاح السيسي القائمين على تنفيذ مبادرة حياة كريمة في القرى المختلفة بضرورة تغيير تلك المناطق وساكنيها للأفضل بشكل جذري ومتكامل ، وألا تقف الإجراءات والموازنات عائقا أمام إنجاز المهمة بشكل متكامل.
وقال : “عندما تم دراسة موقف 247 قرية المستهدفة بالمبادرة وتم النظر في كافة تفاصيل حياتها ، وجدنا احتياجات كبيرة جدا تحتاج إلى تضافر كافة قوى المجتمع بما فيها الدولة والمجتمع المدني وصندوق تحيا مصر الذي قدم خدمات كبيرة خلال الفترة الماضية ، وعندما دعينا لإنشائه منذ خمس سنوات كان الهدف حل المشكلات بصيغة أسرع ودون انتظار موازنات الدولة”.
ودعا إلى التفكير بشكل غير نمطي في حل مشكلات تلك القري بما يتوافق مع الأوضاع وينهي تلك المشكلات بشكل عاجل ..
قائلا “عندما نتحدث عن إنشاء مدارس جديدة لعدد قليل من السكان فهذا لايعني فقط تكلفة البناء ولكن أيضا التشغيل وهو أمر كبير”.
وأضاف السيسي: “سنكمل المشوار رغم الصعوبات الشديدة ، ويجب أن نعرف الصورة الكاملة ونبحث أسباب الفقر والعوز للأسر الأكثر احتياحا ، وأولها الزيادة السكانية ، ويجب أن يعي أهالينا في تلك الأسر خطورة هذا الأمر ، وأن المسالة ليست فقط في الإنجاب وتوفير المأكل والمشرب فكل فرد يجب أن نوفر له فرصة عمل ورعاية صحية وتعليم جيد ، بعيدا عن الأفكار الداعية لإطلاق تشريعات مقيدة لعملية الإنجاب ، وهناك دول إسلامية أخرى أصبح لدى مواطنيها الوعي الكافي لتجاوز مشكلة الزيادة السكانية”..داعيا كافة أطياف المجتمع للمشاركة في هذا التغيير وبخاصة من القادرين لدعم تلك الجهود الهامة.
وتابع : “عندما نتحدث عن بلدنا يجب أن ننظر إلى مواردنا لتحديد موقعنا ، ومعدل نمونا السكاني وهل يتوافق مع نمونا الاقتصادي ، ونحن دولة تعدادها أكثر من 100 مليون وموازنتنا محدودة ، ولذلك أشدد دائما علي ضرورة العمل وعدم استهلاك وقتنا في أمور بلا جدوي ، لأن ظروفنا صعبة وموازنتنا أقل من المطلوب ، وعندما يسألني أحد لماذا تبني المدن الجديدة ، وأجيب عليه هذا تطوير عقاري لتنمية موارد الدولة ، والموازنة لم تتحمل أي شيئ ، وإذا كنا قد وجهنا هذه الموارد في الاحتياجات العادية كانت ستستهلك خلال عام وستبقي المشاكل ، ونحن نحتاج إلى 18 تريليون جنيه ، وإذا لم نكن قد اتخذنا إجراءاتنا الاقتصادية كانت مصر ستخرب ، ولم يكن معنا موارد لشراء مستلزمات إنتاج”.
وأوضح أن مبادرة حياة كريمة تعد معالجة جزئية سريعة للمشاكل من خلال البدء بالقرى الأكثر احتياجا .. داعيا الشباب للمساهمة مع مصر لوضعها في المكان “الذي نتمني أن نراها فيه”.
وأضاف : “في الصحة كان الحل تعظيم مبادئنا من خلال مبادرات مختلفة ، وفي حياة كريمة أردنا أن نوحد الجهود بدلا من أن يعمل كل فرد أو جهة بشكل منفرد ، وكان هناك أسر تعيش في ظروف صعبة جدا ، ولم يكن أمامنا سوى أن نبتكر حلولا ومبادرات حتي نعظم مواردنا ونرشد إنفاقنا”.
ووجه الرئيس الشكر للدكتور محمد إبراهيم شاكر وزيرالكهرباء على جهوده لرفع كفاءة شبكات توزيع الطاقة فى كافة قرى مصر وليس فقط القاهرة والإسكندرية والمدن الكبرى..قائلا : “إن هذا لا يعني أننا ضعاف ولكننا نحتاج إلى العمل الشاق والمستمر والصبر حتى نغير واقعنا”..داعيا وزير المالية إلى تخصيص دعم إضافي للمبادرة في ظل الفائض الذي تحقق.
ومن جهتها .. قالت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي : “إن قصة مصر هي قصة فجوات ، ومهم جدا الإصلاحات التي تحدث على كافة المستويات الاقتصادية والهيكلية”..مؤكدة أن مبادرة حياة كريمة تمثل تحديا في أدبيات مواجهة الفقر.
وأضافت : “إن هناك أبعادا هامة بالتوازي مع مواجهة الفقر من خلال القياسات الدولية العشرة للفقر ، وقد عملنا في 8 برامج ، على كافة المحاور للارتقاء بالمستوي الاقتصادي والبيئي وتحسن التعاون بين كافة العناصر وإتاحة فرص عمل للشباب”.
وتابعت : “إن اختيار القرى يتم جغرافيا وفقا للخرائط وتدخلاتنا متنوعة والتنسيق يتم من خلال أكثر من آلية عبر مجلس الوزراء ووزارة التضامن والجمعيات الأهلية ، وهناك تعاون كبير بيننا وبين وزراتي التخطيط والتنمية المحلية”.
وأوضحت أن هناك جزءا مهما لخلق برنامج وعي في كل القرى للوعي بقضايا المجتمع وتمكين المرأة والزيادة السكانية .
قائلة : “إن هناك استجابة كبيرة من خلال الوسائل البسيطة التي نعتمدها مع الجامعات والجمعيات الأهلية كما ان هذا البرنامج يسهم في تدعيم قواعد البيانات لمواجهة مشاكل المجتمع”.
وقالت : “إن هذه المبادرة مبادرة شركاء ولن تتيح حياة كريمة بالفعل دون أن نعمل معا على مستوى كافة الدولة وكافة عناصر المجتمع وعلى رأسه المجتمع المدني والقطاع الخاص”..مشددة على أن الأهم هو دور الشباب للمشاركة في التصدي للمشكلات.
واختتمت والي حديثها بتوجيه الشكر للرئيس على كافة الإجراءات التي أسهمت في تحسبن مستوى الحياة لهذه الأسر وتوفر فرص عمل من خلال المشروعات القومية.
وتحدث ممثل شركة شنايدر العالمية معربا عن سعادتهم كشركة فرنسية عالمية متخصصة للتحول الرقمي والطاقة في مؤتمر الشباب إلى جانب مساهمتها في المشروعات القومية بالعاصمة للإدارية والجلالة والعلمين وشرق بورسعيد ومبادرة حياة كريمة .. معتبرا أن مساهمة الشركة في هذه المبادرة جزء من حق الدولة المصرية عليهم.
ولفت إلى أنه تم التوقيع خلال زيارة الرئيس الفرنسي على بروتوكول مع وزارة التضامن لتطوير خمس قرى أكثر احتياجا من خلال توفير مياه نظيفة وخدمات صحية أفضل وفرص عمل كما تم مدهم بالطاقة الشمسية والنظيفة.
وقال : “نحن كشركةً أجنبية نشجع كافة الشركات علي القيام بهذه المساهمة المجتمعية وتشجيع الشباب ورفع كفاءتهم وتأهيلهم ، ويجري حاليا التنسيق لإنشاء معهدا في الصعيد بالتعاون مع معهد تومبسكو”.
ونقل إسماعيل العربي ممثل شركة العربي تحيات مؤسس الشركة الحاج محمود العربي .. قائلا : “إن فلسفة الشركة تشدد على ضرورة أن يكون لنا مساهمة كبيرة في خدمات المجتمع بالمشاركة في مشروعات مختلفة في قطاعات مختلفة ابرزها توفير المياه النظيفة”.
المصدر : أ ش أ
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق