أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر دولة قوية وعلى استعداد تام للدخول بنسبة 50% في مشروعات كبرى لإنشاء وتطوير صناعات السكر والغزل والنسيج وذلك لتقليل مدة إنجاز هذه المشروعات وتوفير التمويل اللازم لإنجازها.
جاء ذلك في مداخلة للرئيس السيسي خلال عرض وزير الصناعة طارق قابيل لمشروعات تطوير صناعات السكروالغزل والنسيج.
وخاطب الرئيس السيسي وزير الصناعة قائلا :إنه حسب خطتكم لتطوير المشروعات الصناعية فان تطوير مصانع الغزل والنسيج تتطلب 500 مليون دولار وسوف تستغرق سنوات طويلة وللمساهمة في تقليل المدة فانا على استعداد لتقديم كل التسهيلات من أجل انتهاء هذا المشروع خلال 3 أو 4 سنوات قائلا:- ” نحن على استعداد لتقديم كافة التسهيلات من أجل انتهاء المشروع من 3 إلى 4 سنوات.
وتابع قائلا:- “نحن أيضا على استعداد للدخول معكم ، أحنا جامدين ومصر دولة جامدة ، أحنا جاهزين ندخل ب 50% معاكم وخلال سنة ونصف، هنوفر التمويل اللازم بالمشاركة معاكم 50% في سنة ونصف بس المشروع ده كله ينتهي في 3 أو 4 سنوات بدلا من 7 سنوات المقدرة من جانبكم لإنها المشروع وفي النهاية الاختيار لكم”.
وأضاف أن فترة ال7 سنوات لإنجاز المشروع فترة طويلة لتدبير الاستثمارات اللازمة ” 2 مليار و500 ألف دولار” مشيرا إلى أن هذا الرقم لا يعتبر رقما كبيرا للغاية .
وشدد الرئيس في هذا السياق ” على ضرورة أن تتعاظم وتقفز معدلات النمو الاقتصادي والصناعي خلال مدد زمنية اقل من ذلك بكثير حتى يمكن مواكبة توفير فرص العمل اللازمة لشبابنا ولمواطنينا فلو تم إنجاز المشروع في 7 سنوات سيكون عدد السكان قد زاد خلالها 14 مليون نسمة ، مشددا على ضرورة أن يتم وضع هذه النقطة موضع الاعتبار” .
واكد الرئيس السيسي في ختام مداخلته “على استعداد الدولة فيما يتعلق بالإجراءات اللازمة على النحو الذي يمكنكم من اختزال المدة اللازمة لتنفيذ المشروع من 7 سنوات الى 3 أو4 سنوات بما فيها المشاركة بس لو شاركت الحكومة فيه هاتبقى المدة سنة ونصف فقط “.
وقال الرئيس السيسي “لقد تحدثت مع الدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء منذ شهور وأكدت أكثر من مرة أنه في حال اتخاذ مسارات إصلاح تقليدية فان الأمور لن تنتهي بسبب البيروقراطية والدراسات، وستجدوا أنفسكم لا تستطيعوا حل المشاكل،
وضرب مثالا عن مصانع السكروفي هذا الصدد ..قال الرئيس ان هذه المصانع الموجودة من الخمسينيات والستينيات حالتها غير ملائمة وتكلفة التشغيل عبء ” وبالتالي لابد من عمل تطوير لهذه المصانع لنتجاوز هذه السلبيات ، مضيفا أن أهالي الصعيد يرغبون في أن تشترى الحكومة منهم القصب بسعر مناسب وهذا من حقهم .
وتابع الرئيس .. ” وأقول للمواطنين لابد أن يطلعوا على حجم الإشكاليات التي نعاني منها ، ولحلها لابد أن نتكاتف جميعا ، وعلى العمال أيضا في المصانع أن يساعدو الحكومة والدولة “.
وتساءل الرئيس السيسي هل السكر المصري منافس للسكر العالمي.. الإجابة لا،لانه يتحمل أعباء كبيرة خاصة مع قدم المصانع والتي أنشئت منذ 50 عاما ، متسائلا هل يتساوى مصنع حديث مع أخر قديم بالطبع ، لا ، وبالتالي نفقد القيمة المضافة لهذه الصناعة مثل الورق والمنتجات الأخرى التي يستخرج منها السماد وغيره .
وأكد الرئيس السيسي في مداخلته ،أن قطاع الأعمال لا يستطيع حل تلك المشاكل المتعلقة بمصانع قطاع الأعمال مثل (الحديد والصلب والسكر والغزل والنسيج) بالطرق التقليدية، مشيرا إلى أن التحديات كبيرة ، فحتي أطور مصانع السكر نحتاج إلى 1.8 مليار جنيه ، فكيف يمكننا حل تلك المشكلة ، ثم الدخول في مناقصات فنية ومالية تستغرق عامين ، وأنا علي علم أن المناقصات الفنية مطلوبة حتي يكون هناك مواصفات للعمل، لافتا أن الأمور المتعلقة بالمناقصات تضيع منا عام علي الأقل ، لفتح المظاريف، وتساءل كم تساوي تلك السنة وكم سأخسر ماديا نتيجة المناقصة ..،وتابع لا أقول أن نتجاوز القواعد اللازم اتباعها ، لكن يجب أن يكون عندنا فهم ثم نأخذ القرار مع بعضنا البعض.
وتابع الرئيس السيسي قائلا ” تناولت موضوع السكر سواء داخل قطاع الأعمال أو الصناعة، فما كان يحدث مسبقا هو تجميع كل الأمور في قطاع الأعمال ، وتأخذ كل وزارة مختصة مصانعها وبالتالي أخذتها وزارة التموين، ومنين تجيب وزارة التموين تمويل ودعم ، بالمناسبة التموين بيدعم رغيف الخبز بخمسين مليار جنيه ، “وأنا لا أستطيع تطوير 8 مصانع بـ 1.8 مليار جنيه يامصريين” ، وأستمر في الاستنزاف وتضيع الفرصة والأموال والتقدم من أجل المسار الذي نحن فيه.
وأكد الرئيس السيسي موجها حديثه لوزير قطاع الأعمال العام ، شوف هتعمل إيه وأنا معاك ، هاتلي الموضوع وأنا هخلصه في ثانية، ولفت الرئيس إلى أن هناك مصانع نفذها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر منذ 55 عاما أو أكثر وللأسف لم نستطع الحفاظ عليها لأسباب أخري ، وبها عمالة بمئات الألوف خاصة في الغزل والنسيج .
وأضاف الرئيس،”تصدوا بجلاء وبعقل وبحكمة وإخلاص وأمانة وربنا سبحانه وتعالي سيعيننا علي حل تلك المسائل ونتقدم ، فنحن نتكلم عن وضع مئات المصانع بالصورة التي تحدثت عنها ، ولا أريد أن تكون البداية التي تكلمت فيها صادمة لك ولكننا بجانبك ومعك، وكنا مع الزملاء الموجودين سابقا وأشكرهم علي كل ما فعلوه ، ولكن التحدي كبير ومحتاج إرادة وتوفيق ربنا.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن مصر لن تحارب أشقاءها أبدا ولا تتآمر ولا تتدخل في شئون أحد وأنها حريصة على علاقاتها الطيبة مع الجميع.
وتابع السيسي ، في كلمة له لدى افتتاحه عددا من المشروعات التنموية بمدينة السادات اليوم ، “أقول للأشقاء في السودان وإثيوبيا إن مصر لا تتآمر ولا تتدخل في شئون أحد .. ونحن حريصون على علاقتنا الطيبة ويكفي ما شهدته المنطقة خلال الأعوام الماضية”.
وشدد على أن سياسة مصر ثابتة وتركز على البناء والتنمية والتعمير..قائلا : “إن السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى وأننا نعي ذلك تماما ونمارسه فعليا في تصرفاتنا على أرض الواقع وفي علاقاتنا مع الأشقاء ومع الجميع”.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي : “لقد انشغل المصريون خلال الأيام والأسابيع الماضية بتطورات موقف وتصريحات أشقائنا في السودان ..وقد قلت هذا الكلام مسبقا للمصريين ولأشقائنا في السودان وإثيوبيا وهو أننا لا نتدخل في شئون أحد وحريصون جدا على أن تكون علاقتنا طيبة ويكفي ما شهدته المنطقة خلال الأعوام الماضية”.
وأضاف : “لنا سياسة ثابتة الهدف منها هو البناء والتنمية والتعمير ولن نفعل غير ذلك وأرجو أن يكون هذا الكلام مسموعا للجميع ، فنحن لا نعرف المناورات ولا نقول كلاما وننفذ عكسه أو نقول تصريحات وتكون الإجراءات عكسها”..داعيا إلى السلام والبناء والتعمير والتنمية لأن الشعوب تحتاج إلى ذلك ولا تحتاج الصراع والاختلاف أو الحروب..مشددا على أن مصر لن تحارب أشقاءها أبدا.
وطالب السيسي الإعلام المصري بضرورة التعامل بشفافية ليس فقط مع هذا الموضوع ولكن مع كل الموضوعات المماثلة ، قائلا : “إذا كنتم تروننا نسيء في كلامنا أو ألفاظنا بأي تعبيرات مهما كان حجم الغضب أو الألم بداخلنا من جانب أشقائنا ليس فقط في السودان ولكن في أي مكان ، نحن حريصون جدا على ألا تخرج منا ألفاظ أو تصريحات غير لائقة”.
وأضاف “نحن نعكس ونعبر عن مصر بشعبها وحضارتها وقيم وأخلاقيات هذا الشعب من خلال تعليقاتنا سواء كانت في الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأرجو منا جميعا كمصريين أن ننتبه لذلك فمهما كان رفضنا لأي شكل من الأشكال أو موضوع من الموضوعات لنحافظ على أننا دائما حريصون ألا يكون هناك لفظ مسيء أو تصرف غير لائق يبدر منا ، فهذه قوة واحترام كبير وقيم في منتهى الرقي من يفعلها لن يخسر أبدا”.
وتابع : “هناك كلام عديد قيل عن مصر بخصوص السودان وغيرها على مدى شهور طويلة ، فهناك تصريحات خرجت بهذا المعنى على أن مصر تتدخل أو تتآمر ، وأؤكد لكم يا مصريين على أن مصر لا تتآمر وأنا قلت هذا الكلام مسبقا للمصريين وللأشقاء في السودان وإثيوبيا ، فنحن لا نتدخل في شئون أحد ، وحريصون جدا على أن تكون علاقتنا طيبة ويكفي ما شهدته المنطقة خلال الأعوام الماضية”.
وأردف قائلا : “هناك من يطلب مني السكوت وترك الأمور تمضي ، وأقول لأ ، إن السلام اسم من أسماء الله ، نحن نمارس هذا الاسم في تصرفاتنا وعلاقتنا مع الآخرين ، ولسنا على استعداد أن ندخل مع أشقائنا أو أي أحد في حروب ، شعوبنا أولى بكل جنيه يصرف على الخلافات والمشاكل”.
وقال : “هناك من يقول لي لماذا تصرف على القوات المسلحة وتبني في الجيش لأجيبه أن هذا ليس له علاقة بإرادتنا من أجل السلام ، فهناك مطالب من أجل الأمن القومي المصري ، طبقا لمفاهيم الأمن أن يكون لك قدرة عسكرية لحماية السلام الذي أتحدث عنه وليس امتلاك قوة عسكرية ليكون هناك طغيان منا على الآخرين ، نحن حريصون على أن نكون داخل حدودنا ولا نتآمر على أحد أو نتدخل في شئون الآخرين ولكن في نفس الوقت مطلوب منا الحفاظ على 100 مليون مصري وتلك رسالة مني لأشقائنا في السودان”.
وتابع : “أؤكد مرة ثانية أننا لا نتآمر أو نتدخل في شئون الآخرين وليس لدينا استعداد لتضييع وقتنا وجهدنا في خلاف ، دعونا نبحث عن البناء والتنمية أفضل ونصب جهدنا في ذلك ، وددت أن أقول ذلك للمصريين حتى يكون الأمر واضحا لهم كما يكون واضحا لأشقائنا في السودان وإثيوبيا”.
ووجه السيسي شكره إلى كل من أسهم في الأعمال التي تم عرضها وافتتاحها اليوم بمناسبة مرور 100 عام علي ميلاد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وسأربط كلامي بدور عبدالناصر ودور مصر مع أشقائها في المنطقة.
أ ش أ
0 التعليقات:
إرسال تعليق