شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس، فعاليات جلسة (نموذج محاكاة الدولة المصرية) خلال المؤتمر الوطني الأول للشباب لليوم الثالث على التوالي بمدينة شرم الشيخ، والذي يأتي في إطار تنفيذ دعوته لعقد مؤتمر وطنى للشباب، والتى أطلقها خلال احتفالية يوم الشباب المصرى فى التاسع من يناير الماضي.
وحضر الجلسة رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ووزير التعاون الدولي سحر نصر، وعدد من كبار المسئولين بالدولة.
وصف الرئيس السيسي حكومة المحاكاة التي تضم سبعة وزراء شباب من أعضاء البرنامج الرئاسي بأنها تجربة رائعة ونتائجها جيدة، وتعد بمثابة رسالة بأنه لا يوجد استئثار بالسلطة في مصر وأن العناصر المتميزة المؤهلة ستجد طريقها لقيادة مصر.
وقال الرئيس، في كلمته اليوم الخميس أمام الجلسة، ” إن الاستراتيجية التي نستهدفها من حكومة المحاكاة، والتي هي عبارة عن مجموعة من الشباب الواعد الذي يقوم بتجربة تولي مسئولية الحكم، تتمثل في إعداد كوادر وقيادات قادرة على تحمل مسئولية قيادة مصر في المراحل القادمة”.
وأكد على ضرورة أن نجد آلية تضمن تحقيق هدفنا في اختيار الأكفاء من الشباب، وتأهيلهم لفترة مناسبة لإعداد جيل من الشباب النجباء للدفع بهم لتولي المواقع القيادية في مؤسسات الدولة فى المجالات المختلفة في إطار سعينا لتحقيق النهضة المنشودة.
وأضاف” كنت أتحدث مع رئيس الوزراء عن تجارب الدول الأخرى التي حققت التقدم والتطور والنمو عن طريق الاهتمام بالتعليم، غير أن تنفيذ ذلك في مصر يتطلب ما لا يقل عن 15 عاما ليكون هناك جيل مؤهل تأهيلا عاليا وليس لدينا رفاهية الوقت، ولذلك كان لابد من ابتكار آلية تسير بالتوازي مع تطوير التعليم، وهي البرنامج الرئاسي لإعداد الشباب للقيادة الذي ينتقي أفضل العناصر من بين 90 مليون مصري، والمصريون كما نعلم شعب يزخر بكفاءات متميزة يشهد لها العالم”.
وتابع” منحنا كل من نؤهله من الشباب فترة تسعة أشهر يحصل خلالها على جرعة من التجربة العملية عن مؤسسات الدولة المصرية والتحديات التي تواجهها مصر لكي نخلق قيادات جديدة في كل مؤسسات الدولة مؤهلة للقيادة وتولي المناصب”.
وأعرب الرئيس عن اعتقاده بأن هذه الآلية ستوفر لنا فرصة جيدة لمواجهة التحديات لتأهيل جيل جديد من القيادات الشابة، مؤكدا أن ما يحدث الآن يعد بمثابة تطورا كبيرا يثبت جليا للناس أنه لا يوجد استئثار بالسلطة في مصر.
واختتم الرئيس تعقيبه على مناقشات المحاكاة ووزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل بأن التجربة رائعة وكثيرون يرون أن مصر تتغير إلى الأفضل.
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم التحية، للشباب الذين شاركوا في النموذج، مشيداً بفكرة عقد النماذج السياسية وأنشطة المحاكاة بالنظر إلى ما تُساهم به فى إعداد الكوادر المصرية الشابة وتأهيلهم للقيادة.
وأكد الرئيس السيسي أهمية وضع الآليات اللازمة لاختيار الشباب المتميزين وإعدادهم وتأهيلهم من أجل الاستفادة من قدراتهم فى مختلف مؤسسات الدولة، بما سيمكن مصر من التسلح بجهود أبنائها وشبابها والتغلب على جميع التحديات.
كما أكد الرئيس أن عرض فكرة محاكاة الدولة المصرية – فى حد ذاته – يعد تطوراً يعكس رسوخ قيم المشاركة والتفاعل وعدم الاستئثار بالسلطة، معرباً عن تطلعه لمواصلة جهود إعداد الشباب والكوادر المصرية، ومتابعة توصيات المؤتمر الوطني للشباب من أجل الاستمرار في جهود تمكين شباب مصر وتعزيز مساهمتهم فى مسيرة التنمية.
وفي مداخلة أمام الجلسة، قال وزير الخارجية سامح شكري” إن مناقشات الجلسة تناولت أولويات السياسة الخارجية المصرية، والارتباط بين السياسة الخارجية، والمكون الداخلي لتحقيق مصلحة المواطن المصري، وهذا هو الهدف الذي تعمل عليه السياسة الخارجية المصرية”.
وأكد شكري أن السياسة المصرية مرنة، ومن الصعب أن تكون هناك توقيتات محددة لحل القضايا في ضوء الأزمات التي تقتضي تعزيز الحركة والابتكار، ومن الصعب أيضا تحديد أطر الأزمة لمواجهة التحديات المختلفة.
من جهته، قال وزير الداخلية مجدي عبد الغفار” إن المناقشات الدائرة لم تضع التحديات الأمنية في حجمها الصحيح، حيث إن مصر تتعرض لمخطط إرهابي ضخم مرتبط بمحاولات لزعزعة استقرار الدولة..مشيرا إلى أن هناك جهود وتحديات كبيرة تبذل لمواجهة هذا المخطط، داعيا إلى زيادة حجم المساندة الشعبية لجهود الدولة الرامية إلى مكافحة الإرهاب وحماية الاستقرار، لافتا إلى أن المساندة الشعبية لجهود الدولة في هذا الصدد غير كافية.
كما دعا الوزير، الشباب إلى القيام بدور أكبر في تعزيز المساندة الشعبية لجهود الدولة في هذا المجال، لافتا إلى أن أجهزة الأمن قدمت في الفترة ما بين 2011 إلى 2016 أكثر من 850 شهيدا و20 ألف مصابا، وما زالت تلك الأجهزة تقوم بدورها الوطني في الحفاظ على الأمن وتحقيق الاستقرار.
وأضاف” إن الدولة تتكبد أعباء مالية كبيرة لمواجهة التحديات الأمنية، ويجب أن تشعر أجهزة الدولة بمساندة الشعب لها في هذا المجال بما يتناسب مع حجم التضحيات والتكاليف المالية”.
وقال وزير الصحة أحمد عماد ـ في مداخلة له أمام الجلسة، ” إن وزارته حريصة على توفير التدريب المستمر لكافة العاملين بالقطاع الصحي، مؤكدا دعمه لاقتراح “عملية تجديد التراخيص لمزاولة التخصص المهني”، وأن الوزارة تعمل على توفير التمويل اللازم لتطوير المؤسسات الصحية”.
من جهته، قال وزير الثقافة حلمي النمنم” إنه يجب ربط التعليم بالثقافة، حيث إن قطاع الثقافة كان مرتبطا تاريخيا بقطاع التعليم، مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار للتعليم الفني، وعدم التفرقة بين ما يسمى كليات القمة والقاع”.
وحول ملف تجديد الخطاب الديني، قال وزير الثقافة” إننا بحاجة إلى ثورة دينية لتغيير المفاهيم الخاطئة، مشيدا بجهود القوات المسلحة والداخلية في مواجهة الإرهاب..مشددا على أهمية الاهتمام بالبحث العلمي لمواجهة الأزمات وتنفيذ المشروعات مثل تحلية المياه وزراعة المليون ونصف مليون فدان وزراعة محاصيل تروى بماء البحر.
وأشاد النمنم بتوجه الرئيس السيسي للاهتمام بالدائرة المتوسطية، بالإضافة إلى الدائرة العربية والأفريقية، منوها بأن العلاقة مع دول البحر المتوسط على درجة كبيرة من الأهمية لأنها جزء محوري من جغرافية مصر.
ومن جانبه، أكد وزير المالية الدكتور عمرو الجارحي حرص الحكومة على إعداد خطط مستقبلية بشأن تطورات الأوضاع الاقتصادية ومعدلات الاستهلاك، وأفضل السبل لاستغلال الموارد، كما تعمل على زيادة الاستثمارات المحلية، والدولية، وتحسين بيئة الاستثمار وتقليص الإجراءات البيروقراطية.
وأعرب الجارحي عن أمله في أن يسهم المجلس الأعلى للاستثمار الذي تم تشكيله مؤخرا تحت رئاسة الرئيس السيسي في إزالة البيروقراطية وتسهيل إجراءات الاستثمار وتعزيز قطاعي الأعمال العام والخاص.
وشدد على ضرورة مواكبة التطورات الدولية، وتلبية احتياجات السوق، ضاربا المثل بشركة نوكيا التي كانت تمتلك 50% من سوق المحمول عالميا، وتراجعت بشكل رهيب اعتبارا من العام 2009 في السوق الدولية وتم بيعها لشركة مايكروسوفت.
بدورها، قالت وزير التعاون الدولي الدكتور سحر نصر” إن جهود الحكومة والإصلاح الاقتصادي يستهدف تحسين نوعية معيشة المواطن المصري، مشيرة إلى أن تلك الإصلاحات وتحسين الأوضاع المعيشية تتوقف على عنصري الموارد والوقت، مشددة على أهمية تحسين البنية التحتية، وتعزيز الاستثمارات وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين”.
واختتمت وزير الاستثمار الدكتور داليا خورشيد المداخلات، حيث أكدت أن الحكومة تعمل كفريق واحد ولدعم الاستثمار الذي لا يخص وزارة الاستثمار وحدها، قائلة” إن مشكلات الاستثمار يجب أن تحل بمشاركة كافة الوزارات والمؤسسات المعنية”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق