قالت رئاسة الجمهورية إن مبادرة “الأمل والعمل”، التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام الأمم المتحدة، تستند إلى ما أثبتته مصر من خلال تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، فضلا عما يرمز إليه اسمها المختصر باللغة الإنجليزية (HAND) والذي يطرح صورة اليد الممدودة للتعاون والعمل.
وكان السيسي قال، في كلمته مساء أمس الإثنين، إن مصر تعتزم طرح مبادرة حول “الأمل والعمل” وفق رؤية جديدة، مشيرا إلى أنها تسعى إلى توظيف قدرات الشباب لتأخذهم بعيدا عن التطرف والتشدد.
وأضافت الرئاسة، في بيان اليوم الثلاثاء، أن المبادرة تتبنى إعلانا سياسيا يؤكد عزم الدول والحكومات على الاضطلاع بالمسؤولية المشتركة بينها وبين الشعوب في صياغة آفاق تتخطى فكرة أهداف التنمية، لكنها تربط بينها وبين تحقيق المجتمعات لذاتها وتعايشها مع غيرها.
وأوضحت الرئاسة أن المبادرة تهدف أيضا إلى الاتفاق على صياغة برامج مشتركة للدعم المتبادل في المجالات التي تسهم في استغلال الموارد والطاقات البشرية، لاسيما على مستوى توظيف وعمالة الشباب في مجالات التشغيل التدريب والتثقيف والفنون والتعليم، مع احترام الخصوصيات الثقافية لكل مجتمع.
كما تسعى المبادرة إلى حشد الإرادة الدولية من أجل توفير الدعم المالي والمادي اللازم لتنفيذ البرامج المشتركة ضمن إطار المبادرة القائمة على مسؤولية الحكومات عن التنفيذ والإشراف، بحسب البيان.
وتحث المبادرة على ملء الفراغ لدى الشباب واستثمار طاقاتهم “بما يحول دون استقطابهم من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة وخداعهم بأفكار مغلوطة وأوهام زائفة”، ولا يرتبط ذلك بسياسات التوظيف فقط، ولكنه يمتد أيضاً إلى مجالات التعليم والبحث العلمي والفنون لتوفير بيئة مستقرة تساهم في توجيه الأفراد والمجتمعات بعيدا عن التطرف والعنف والإرهاب.
وكان الرئيس السيسي أعلن، عقب إطلاقه للمبادرة في كلمته أمام الجمعية العامة مساء أمس، أنه سوف يبدأ التحرك على صعيد الأمم المتحدة للترويج للمبادرة وصولاً إلى طرحها بشكل متكامل مع انضمام مصر إلى عضوية مجلس الأمن مع بداية عام 2016.
ومن أبرز أسباب إطلاق هذه المبادرة، بحسب البيان، هو أن “السياق الإقليمي والدولي يتطلب أفكاراً جديدة في الحرب القائمة ضد الإرهاب فيما يتعلق بالإجراءات غير العسكرية، فكثيراً ما تكون جهود مكافحة الإرهاب موجهة إلى إثناء المجتمعات -لاسيما الشباب- عن الانزلاق نحو هاوية التطرف التي تقود إلى العنف والإرهاب، وتلك الجهود تعبر بشكل أو بآخر عن فعل المقاومة لكنها لا تتبنى عادة منطق المبادرة والوقاية من خلال الاجتهاد في طرح بدائل تتيح اجتذاب المجتمعات والشباب والأفراد بشكل عام من خلال عمل إيجابي قبل أن يتعرضوا للأفكار التي تحض على العنف”.
ويشارك السيسي في قمة الأمم المتحدة لهذا العام بهدف اِعتماد أجندة التنمية لما بعد عام 2015. كما شارك في سبتمبر 2014 في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ69، حيث ألقى كلمة مصر التي تركزت على مكافحة الإرهاب، وأوضاع البلاد بعد ثورة 30 يونيو.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
اخبار الان
0 التعليقات:
إرسال تعليق