تتكرر يومياً حلقات مسلسل الإهمال بالقطاع الصحى، فى الوادى الجديد، فى أغلب المستشفيات والوحدات الصحية على مستوى المحافظة، ما أدى لفقدان المواطن الثقة فى الخدمات الصحية التى لا يشعر بها، إلا من تصريحات المسئولين فى وسائل الإعلام، ولا يحصل عليها إلا خلال القوافل الطبية الخيرية، المنظمة من قبل أساتذة وأخصائيين متطوعين بالتنسيق مع وزارة الصحة، ما يضطر أغلب المواطنين إلى السفر إلى المحافظات الأخرى للحصول على خدمة صحية، متكبداً مشاق السفر والتكلفة الباهظة، فى ظل استمرار تدهور الخدمات الصحية بالمحافظة، على الرغم من الميزانيات الضخمة المخصصة لقطاع الصحة.
ورصدت كاميرا "اليوم السابع" معاناة المواطنين على مدار السنوات الماضية، من حالات وفيات وإصابات وعاهات نتجت عن الإهمال الطبى الجسيم، وعدم قدرة قطاع الصحة على التعامل مع حوادث الطرق السريعة والمتكررة يومياً، وكان أشهرها مصرع 20 شخصاً فى حادث أتوبيس الوادى الجديد، وغيرها من الحوادث، حيث لا تستطيع مستشفيات المحافظة أن تتعامل معها، ويتم نقل الحالات الحرجة لمستشفيات أسيوط، ما يؤدى إلى سوء الحالة أو وفاتها قبل وصولها لبعد المسافة، وسوء حالة الطرق ووعورتها.
وتعانى مستشفى الخارجة العام من النقص الشديد فى المستلزمات الطبية الأولية، كأجهزة الضغط وقياس نسبة السكر وأسطوانات الأكسجين، وعدم وجود أقنعة تنفس للمرضى، مما يستلزم استخدامها بالتناوب بينهم، ما يعرضهم لنقل عدوى الجهاز التنفسى، وكذلك تعطل الأجهزة الطبية ونقص مستلزماتها، بسبب عدم مطابقتها للمواصفات وتخزينها قبل التشغيل بطرق خاطئة، ووضع جهاز الرنين المغناطيسى وجهاز قسطرة القلب لسنوات طويلة بالمخازن خير شاهد على ذلك، بالإضافة إلى استمرار عمليات الصيانة للمبنى، والتى لم تنته منذ سنوات طويلة ما تسبب فى انتشار الفوضى وعدم التنظيم فى العمل وتعريض حياه المواطنين للخطر، ومصرع مواطن بعد سقوطه من أحد المناور الخاضعة لعمليات الترميم.
ويلقى المسئولون بالقطاع باللوم على وزارة الصحة، فى تأخر إنهاء تلك المشروعات التى تم إسنادها مركزياً لأحد المقاولين دون الانتهاء منها منذ سنوات، وتعانى أغلب الوحدات الصحية القروية وخاصة النائية منها من نقص الخدمات، وعدم تواجد أطباء بها، مما يدفع أهالى القرى إلى الاعتماد على الممرضين فى التشخيص، وصرف المسكنات فى ظل غياب الأطباء.
يقول إبراهيم حداد، أحد ضحايا الإهمال الطبى بالمحافظة، لـ"اليوم السابع"، إنه أصيب بصدمة كبيرة بعد وصول تقرير القومسيون الطبى بشأن الإعاقة التى لحقت قدمه، نتيجة التعامل الطبى الخاطئ، والتى أكدت عدم وجود أخطاء فى الجراحة التى أجريت له، ما دفعه للطعن على القرار بداعى مجاملة أخصائى العظام للطبيب المتسبب فى إصابته بالعاهة، لما يربطهما من صله وثيقة، مؤكداً أن عدداً كبيراً من الحالات المشابهة لحالته ما زال يعانى دون جدوى.
وتقول شيماء محمد، إن ابنها الوحيد يعانى من سرطان نادر بالجلد، ويحتاج لإجراء جراحات مستمرة لإزالة نمو الورم تدريجياً، ما يضطرها للسفر أكثر من 600 كيلو متر لإجراء الجراحة على نفقتها الخاصة، عقب رفض مستشفى سرطان الأطفال استقباله، وهو ما يكبدها نفقات باهظة لا تتحملها، ويساعدها المتطوعون من أهل الخير لإنقاذ حياة ابنها.
المصدر اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق